شاب يركب حمارا واضعا كمامة ويغطي وجه الحمار أيضا بغطاء يشبه الكمامة، ويسير بين شوارع بسيطة في قرية دشنا بمحافظة قنا، في مشهد قد يبدو كوميديًا، لكنه يحمل الكثير من الدروس للقرية التي تعد ارتداء الكمامة دربا من دروب الجنون.
محمود عبدالقوي طالب التمريض، الذي قرر التقاط صورة مع حماره في قريته بدشنا، بعد أن شاهد رجلا كبيرا في السن يفعلها من مدينة "قوص"، حرك فضوله لنشر التوعية في القرية التي لم تتقبل الأمر ووصفته بالجنون بل وهاجمته، فمن يرتدي كمامة في دشنا لا يسلم من "التنمر".
"طبيعي بلبس كمامة لطبيعة دراستي وكنت بلبسها في المحافظة عند المعهد وطبعا داخل المستشفى في أوقات التدريب وهي إجراء أساسي للوقاية"، يقول محمود الشاب العشريني في حديثه لـ"الوطن"، إنه رغم رعب العالم من انتشار فيروس كورونا وكل الإجراءات الوقائية المنتشرة في كل الأنحاء إلا أن قريته في دشنا لا تعرف هذا، "الجميع هنا مؤمن بأنه لا خطر علينا وخصوصا وأن القرية مغلقة على أهلها ولا يدخلها أجانب، والحياة بها بسيطة جدا".
أما عن وضع غطاء على وجه الحمار، فكان للفكاهة والكوميديا، لكنه أيضا للفت الانتباه لمدى خوفنا واهتمامنا بالحيوانات، فالحيوانات وسيلتنا الوحيدة في الحياة في القرية ويجب الحفاظ عليها، قائلا: "إحنا بنحتاجها، ولو حيوان عندنا تعبان بنجيب دكتور مخصوص وبنصرف عليه ومش بنسيبه، وأنا متعود أقضي مشاويري بالحمارة لو بجيب طحين من المطحنة أو برسيم للبهائم أو بزور حد من صحابي في بلد جنبنا".
وكان طبيعي من الشاب الذي يدرس في أحد معاهد التمريض أن يحاول توعية قريته لكن كل محاولاته للتوعية انتهت بالفشل، فهناك يؤمنون أنهم يعيشون وسط الحيوانات ولم يصابوا بشيء فكيف يصابون بفيروس يأتي من الخارج، إلى جانب إغلاق القرية على أهلها يجعلهم دائما في شعور بالأمان.
تعليقات الفيسبوك