"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" حديث لرسول الله "صل الله عليه وسلم،" كان بمثابة دافع قوي لمعلم سعودي سعى لإنهاء آلام طفل عانى من الفشل الكلوي، متبرعا له بأحد كليتيه، حسبما روى لـ"الوطن"، مضيفا أنه أراد احتساب هذا العمل والأجر عند الله سبحانه وتعالى، فضلا عن الدافع الإنساني ورغبته في إنقاذ حياة الطالب.
المعلم السعودي المتبرع لطالب بكليته: استجبت لنداء والده على السوشيال ميديا
بطل القصة هو أربعيني يدعى حسن محمد مجربي، يعمل بمدرسة الركوبة بمنطقة جازان السعودية، علم بمرض الطفل أحمد علي من خلال نداءات والده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي جمعته علاقة زمالة في أثناء الدراسة؛ مفكرا مباشرة بالتواصل مع صديقه وإنهاء معاناة ابنه؛ لكن في البداية والد الطفل أراد من "مجربي" التفكير ليصمم الأخير، مجريا الفحوصات الأولية بشهر محرم الماضي والتي أفادت بتطابق الأنسجة وسلامة جسده كمؤشر إيجابي لإجراء عملية التبرع.
"فرحة أهل الطفل لا توصف وهذا جعلني سعيد".. هكذا عبر المعلم حسن مجربي، عن ما شعر به فور نجاح العملية، لافتا إلى أن في البداية جرت الأمور بسرية تامة ولا أحد علم بما يقوم به سوى والده وزوجته وأشقائه، لكن الخبر انتشر مع إجراء العملية؛ ليلقى حفاوة كبيرة بمن حوله خاصة وزارة التربية والتعليم السعودية، نظرا لموقفه النبيل في إنهاء معاناة الطالب من الآلام.
معاناة الطفل أحمد علي، الطالب بالصف السادس الابتدائي، لم تكن الوحيدة التي عاشته أسرته فعانت شقيقته "عهد" من نفس آلامه؛ فبعد رحلة من الفحوصات والتحاليل اكتشف والده أنهما يعانيان من الفشل الكلوي "مرض متلازمة الكلي النفروزي"، بادئين رحلتهما مع الغسيل الكلوي 3 أيام أسبوعيًا بمعدل 3 ساعات يوميا.
والد الطفل المصاب: لم أجد كلمات تشكر المعلم
آلام الطفلين "أحمد" و"عهد" اعتصرت قلب أسرتهما؛ ليلجأ والدهما لمواقع التواصل الاجتماعي، بحثا عن متبرعين لإنقاذ حياتهما، وفقا لما قاله والد الطالب، لـ"الوطن"، مضيفا: "النتيجة بأن الصادق واحد، والكذابين الحرامية الف والذين كان غرضهم المادة فقط".
وبعد فترة من النداء، تفاجأ والد الطفل أحمد باتصال هاتفي من زميله "مجربي" للتبرع بكليته لابنه بعدما أخفى عنه إجراؤه جميع الفحوصات حتى تطابقت الأنسجة مع نجله، موضحا أن المعلم كان يذهب إلى مواعيده بالمستشفى سرا، ويركب على حسابه الخاص ولا يعلم بما قام به.
بجانب ما قام به المعلم النبيل هناك موقف آخر ذكره والد الطفل المصاب، وهو رفضه لإجراء "أحمد" عملية الزراعة بالصين رغم وجود فرصة له هناك، خوفا عليه من تفشي فيروس كورونا المستجد، مصمما التبرع له مجرية العملية بالأراضي السعودية في نفس الوقت الذي سافرت شقيقة "أحمد" على نفقة المملكة العربية السعودية للعلاج بأمريكا، وفقا لوالد الطفل المصاب الذي رافق ابنته الصغيرة "عهد".
"بعد وقت قصير من رحلتي جائني اتصال واستبشرت خيرا بنجاح عملية زراعة الكلى لأحمد من المعلم وزميلي الذي تعجز الكلمات عن شكره".. هكذا عبر "علي" والد الطفل أحمد، عن فرحته بشفاء ابنه شاكرا زميل دراسته الذي ساهم في إنهاء آلام ابنه الصغير.
تعليقات الفيسبوك