لا تنتهى شكاوى انتشار المقاهى فى المناطق المختلفة، الشعبية منها والراقية، بما تحمله من تلوث وضجيج، مما دفع «شوق» إلى التفكير فى استغلالها إيجابياً، بإطلاق مبادرة بعنوان «قهوة وشجرة»، تدعو إلى زراعة مداخل المقاهى، بالاعتماد على المخلفات الناتجة عنها.
الصدفة قادت «شوق نبيل»، مدرسة تكنولوجيا الزراعة، إلى الفكرة المبتكرة: «منذ أكثر من 10 سنوات أسعى لاستعادة اللون الأخضر إلى الشوارع، وأدين بالفضل فى ذلك لدراستى بكلية الزراعة، التى علمتنى معنى وأهمية الزراعة، وبينما كنت جالسة فى مقهى، أنتظر ابنتى حتى تنتهى من التمرين، خطر ببالى سؤال: لماذا لا تُزرع المقاهى؟ فاتفقت بالفعل مع القائمين على مقهى فى منطقة المهندسين لبدء تنفيذ الفكرة لأول مرة».
لا تنكر «شوق» أن فكرتها تحمل قدراً من الغرابة، فهى تعتمد على تجميع «تِفل» القهوة المترسّب فى الفنجان، ووضعه فى سلة كبيرة، وتجميع باقى مخلفات المقهى داخل سلة أخرى، إلى جانب وضع شجرة مثمرة لامتصاص الغازات السامة، التى يُطلقها المدخنون: «القهوة سماد جيد جداً للنبات، فالتفل الخاص بكوب من القهوة يسمح بزراعة شجرة كاملة، وكذلك الغازات التى تنطلق مع التدخين مثل ثانى أكسيد الكربون وغيرها، يتغذى عليها النبات».
لم تسلم الفكرة من الهجوم، فالبعض اعتبر «شوق» تشجّع على التدخين وانتشار المقاهى، الأمر الذى ترد عليه بالمنطق: «إذا لم نستطع منع التدخين الإيجابى، فعلى الأقل نحمى الآخرين، خصوصاً الأطفال، من التدخين السلبى».
«قهوة وشجرة»، هى المبادرة الثالثة لـ«شوق»، بعد زراعة أسطح المدارس، وكذلك البيوت: «بعد إطلاق مبادرة زراعة الأسطح، توقفت لفترة من أجل رعاية ابنتى الصغرى ريحان، وخلال تلك الفترة لم أستطع مقاومة شغفى، فكنت أقدّم دروساً ومحاضرات فى الزراعة الذاتية بشكل مجانى، إلى جانب زراعة أشجار مثمرة فى أى مكان أذهب إليه، مثل زراعة حديقة نادى القاهرة ومكتبة مصر، وآمل أن أرى مصر بقعة خضراء».
تعليقات الفيسبوك