فتاوى مُغلفة بالعِبر والمواعظ، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى مع انتشار فيروس كورونا، أطلقها شيوخ تعليقاً على ما يجرى من حولهم، والفزع من الوباء اللعين، تؤكد أن ما نشهده يحمل أكبر درس للبشر، فرغم التطور، فإن الله قادر على إهلاك الكون بجرثومة، وهو ما كتبه الشيخ أحمد عيسى المعصراوى، عبر حسابه الرسمى على «تويتر»: «فى نهاية المطاف هو مجرد فيروس، وسيرجع الوضع الطبيعى كما كان فى السابق، ولكن ما حدث هو أكبر درس للبشر».
وخرج وزير الأوقاف ليؤكد أن من مات بهذا الفيروس شهيد، بينما نهى البعض الآخر المصابين بـ«كورونا» عن صلاة الجمعة والجماعة بشكل عام فى المساجد، ونصحوهم بأن يلزموا بيوتهم، ولا يوجدوا فى الأماكن العامة، ومنهم الشيخ سيد سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف: «لا يجوز للمصاب بكورونا أو غيره من الأمراض الناقلة للعدوى وتؤثر على الصحة العامة أن يختلط بغيره من الناس، حتى لا ينقل إليهم العدوى».
ويرى «سليمان» أن صلاة الجمعة والجماعة تسقط عن المصاب فى هذه الحالة، وإذا ذهب إلى المسجد أو غيره من أماكن التجمعات متعمداً إيذاء الآخرين فإنه آثم، وإذا كان لا يعى ما به من مرض فلا حرج عليه، لأنه هنا فى حكم الجاهل للحكم.
انتشرت تلك الفتاوى بنفس سرعة انتشار الفيروس، وذهب البعض إلى أن ما نشهده انتقام من الخالق، وضرورة التوقف عن ارتكاب المعاصى وسرعة التوبة قبل الإصابة بـ«كورونا».
أقاويل لا علاقة لها بالدين أو الطب، هذا ما أكده الدكتور أحمد كريمة، لافتاً إلى أن انتشار الفيروس ليس انتقاماً كما روّج البعض، والدليل أن الأمراض منتشرة منذ عهد آدم، وانتشر مرض الطاعون فى عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب: «لا يصح التخويف، فالمرض موجود فى كل زمان ومكان، وسيدنا أيوب كان نبياً ومريضاً».
ويحكى «كريمة» أن جميع الأزمات الاقتصادية التى تحدث فى العالم ليس لها علاقة بالطاعة أو المعصية أو الإيمان والكفر: «هذه سنّة كونية، وما أنزل الله من داء إلا وخلق له دواء، ما عدا الموت»، مطالباً بنشر أسباب التداوى، وليس ترهيب الناس: «نصلى صلاة قضاء الحاجة لرفع البلاء عن المسلمين وغيرهم».
تعليقات الفيسبوك