ما إن وصلت السيارة «الميكروباص» بداية شارع الترعة حتى هلل الأطفال وانطلقوا مسرعين صوبها، فاستقبلهم «إبراهيم» بابتسامة، ونصحهم بالصعود وأنه سينتظرهم جميعاً، ولن يغادر المكان قبل أن يجلسوا.
إبراهيم محمد، الشهير بـ«روما السنى» سائق ميكروباص، وابن مدينة المحلة، الصدفة قادته إلى اتباع عادة حميدة، يبتغى منها الثواب بتوصيل طلاب المرحلة الابتدائية مجاناً إلى بيوتهم: «باخدهم من بداية الشارع لحد نهايته بوصَّلهم كلهم فى طريقى». بسؤال إبراهيم عن السبب فكان رده: «دول عيال.. اعتبرهم ولادك»، كما أنه لا يبالى بتكدس السيارة أحياناً بالأطفال، ولا بالضجيج الصادر عنهم. يتمنى «إبراهيم» أن تنتشر الفكرة، ويطبقها آخرون لمساعدة غيرهم: «أنا سواق مش صاحب العربية وباعمل كده، ونفسى كل صاحب عربية يقلدنى، لأن الناس ظروفها صعبة، العيل معاه جنيه ولا اتنين مصروف، معقول آخده منه أجرة؟ بقول له خليه معاك اشترى حاجة حلوة».
«إبراهيم» أب لثلاث بنات أكبرهن تدرس فى الجامعة والأصغر منها فى المرحلة الثانوية والصغرى فى «الابتدائية»: «بوصَّل عيال كثير، لكن ولادى لا، عشان مش فى طريقى والمدرسة قريبة من البيت، وباعتبر الكل ولادى، وحاسس بمعاناة الأهالى، وبقول أكيد الخير اللى باعمله هيترد لى فى بناتى».
تعليقات الفيسبوك