رغم القلق والخوف المسيطر على العالم حاليا نتيجة الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد، حيث تتسابق الدول لتبني إجراءات احترازية للحيلولة دون انتشار "كوفيد 19" الذي يواصل تفشيه وحصد الأرواح، ليسجل حتى الآن إصابات بلغت 86986، و2979 وفيات، وبلغ عدد المتعافين من المرض 42322، إلا أنه يوجد للأمر وجه آخر بتحقيق جانب من الإيجابيات.
كان للفيروس جانب إيجابي بالصين والعالم، لم يقتصر على الوفيات والإصابات، وتراجع السياحة والعديد من الصناعات، آخرها تنقية الهواء ببكين، حيث إن الصين وبعض من أكثر دول ومدن العالم تلوثا، حيث ترتفع نسب تلوث الهواء فيها بصورة كبيرة، مثل الارتفاع في غازات الدفيئة ومن بينها ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، وهو الغاز الضار الذي ينبعث من السيارات ومحطات توليد الطاقة والمنشآت الصناعية وبسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، أغلقت الصين العديد من المدن ومنعت الانتقال والحركة لوقفت انتشار وتمدد الفيروس القاتل، الذي أودى بحياة أكثر من 2870 حالة وفاة وحوالي 80 ألف إصابة في الصين وحدها، حيث كشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن جانب إيجابي لانتشار المرض في الصين، وهو أن أقمارها الصناعية التقطت تراجع في حدة التلوث في الصين بصورة كبيرة وانخفاض مستوياته بشكل هائل، لاسيما بغاز ثاني أكسيد النيتروجين بالقرب من مدينة ووهان الصينية.
لم يقتصر الجانب الإيجابي على ذلك، حيث استفادت جهات أخرى منه أيضا، على رأسها الشركات المنتجة للأقنعة والكمامات للوقاية من الفيروس، حيث ارتفع سهم شركة كندية متخصصة فى تصنيع الأقنعة الطبية بنسبة 70% داخل الصين، وزادت القيمة السوقية لشركة أخرى بقيمة 1.4 مليار دولار.
كما ارتفع الإقبال على السياحة في أوروبا بدلا من الصين في المقابل، بالإضافة لزيادة استخدام تطبيقات الرسائل والاتصالات، وكذلك تطبيقات التجارة الإلكترونية، بجانب ألعاب الفيديو، لملء وقت الفراغ في ظل صعوبة مغادرة المنزل، منذ إجازة السنة القمرية التي منحتها السلطات الصينية في أنحاء شتى من البلاد وبلغت ثلاثة أسابيع.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ملايين الصينيين، مارسوا ألعاب فيديو عدة من بينها لعبة "تينسنت" أو "شرف الملوك"، على الهواتف الذكية، لا سيما أن لعبة "شرف الملوك"، حققت رقما قياسيا خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، بسبب فيروس كورونا الجديد، الذي أبقى الملايين من الأفراد في المنزل، عوضا عن السفر ولقاء الأصدقاء في الخارج، وفقا لشركة "نيكو بارتنر"، المتخصصة في أبحاث صناعة ألعاب الفيديو في آسيا، متوقعة أن يزداد الإنفاق على ألعاب الفيديو خلال الأسبوعين المقبلين، بينما ازداد تحميل ألعاب الفيديو في الصين، من تطبيق "أبل ستور" بنسبة 27.5% على أساس سنوي، وارتفعت مدخولات الشركات المصنعة لهذه الألعاب بنسبة 12%، بحسب شركة الأبحاث السوقية "سينسور تاور".
وبجانب ألعاب الفيديو، ازداد إقبال الصينيين على تطبيقات الصحة واللياقة، واستخدامها بكثرة للتدريب في المنزل وممارسة الرياضة، خاصة كتطبيق Keep، الذي يقدم تمارين رياضية حية، ففي خلال أسبوع واحد ارتفعت إيراداته بنسبة 15%، بالإضافة لتطبيق الرعاية الصحية Pingan Good Doctor الذي تم تحميله بكثافة مؤخرا أيضا.
تعليقات الفيسبوك