حياة شاقة ومرهقة، لكن يبدو أنهما سعيدتان ومتفقتان للغاية، فكل منهما تقوم بدور محدد فى العمل المشترك بينهما، الأم تتولى صنع «الزلابية» خلال ساعات الصباح، وعندما تعود ابنتها بعد الظهر من المدرسة، تقفان معاً أمام محطة مترو السيدة زينب، لبيع الكمية التى بحوزتهما والإنفاق من عائدها على الأسرة. هيام محمد، وابنتها رشا مصطفى، نموذجان للمرأة المثالية، التى تستطيع أن تتحدى أى ظروف تتعرض لها: «الأول كنت باشتغل بياعة وبنتى معايا ماسابتنيش من وهى عندها 6 سنين، لحد ما اشتغلنا على عربية الزلابية، إحنا الاتنين فاهمين دماغ بعض»، تتحدث «هيام»، عن مدى الانسجام بينها وبين ابنتها فى العمل: «ببدأ من الساعة 9 الصبح، عقبال ما أجهز حالى وأعجن الزلابية تكون بنتى جات من المدرسة، وتبدأ تشتغل معايا، أنا أقلى الزلابية وهى تنزلها فى الشربات وتطلعها على أطباق التقديم وتبيعها».
تعول «هيام» وابنتها أسرتهما المكونة من 5 أفراد: «جوزى بيشتغل بياع بس رزقه قليل وأنا وبنتى شايلين مصاريف البيت، وولادى التانيين صغيرين باسيبهم مع الجيران لحد ما نروّح لهم بالليل». بعد يوم مرهق لهما، تعودان إلى المنزل، كل منهما تتولى مسئولية أخرى، حيث تقوم الأم بإعداد الطعام، وتتولى «رشا» مهمة تنظيف المنزل، ثم المذاكرة والتحضير للمدرسة، ولا تنسى أن تفاجئ والدتها كل عام بهدية بمناسبة عيد الأم عرفاناً وحباً لها: «رغم إنى ببهدل بنتى معايا فى الشوارع والوقفة على الأرصفة ليل نهار عشان نسترزق، عمرها ما قصرت فى حقى وبتجيب لى هدايا على طول آخرها السنة اللى فاتت جابت لى إيشارب وطبق زلابية هى اللى عملته مخصوص».
تعليقات الفيسبوك