«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك».. ردّدتها هويدا خليفة، ٥٥ عاماً، بفرحة عارمة ليلة سفرها من مطار برج العرب أمس الأول، متوجّهة إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، قبل أن تعود مرة أخرى للمنزل فى الليلة نفسها عقب منعها من السفر، تنفيذاً لقرارات اتخذتها المملكة العربية السعودية بمنع استقبال المعتمرين خلال تلك الفترة، فى محاولة للتصدى لانتشار فيروس كورونا.
«هويدا» تركت منزلها وودّعت زوجها وأولادها بشارع المحكمة بمدينة كفر الدوار، التابعة لمحافظة البحيرة، وسط مشهد ملىء بدموع الفرح، ووصلت إلى صالة المطار فى تمام الحادية عشرة، وانتظرت لحين موعد إقلاع الطائرة فى الثالثة فجراً، وقبل الموعد بساعة واحدة، بدأت الإجراءات داخل المطار، وتفتيش المسافرين وحقائبهم، وختم جوازات السفر، ثم اتجهت بصحبة الركاب إلى الطائرة، وجلست على مقعدها، وطلبت منها إحدى المضيفات ربط حزام الأمان.
بعد مرور قرابة الساعة على موعد الإقلاع الذى تأخر، بدأ التوتر يظهر على وجوه الركاب ومن ضمنهم «هويدا»: «قلقت وسألت المضيفة عن سبب التأخير، لكن ماكانش عندها جواب»، ثم تعالى صوت كابتن الطائرة فى الإذاعة الداخلية، وطلب حضور المرشدين السياحيين، وبعد دقائق، عاد المرشدون إلى الركاب، وأبلغوهم بقرار وقف السعودية تأشيرات العمرة.
«فرحتنا اتكسرت، وماصدقناش إننا هنرجع بيوتنا تانى، وبدأنا نتخانق مع المرشد، وفعلاً نزلونا من الطيارة، وأخدوا مننا جوازات السفر، ضغطى وطى وأعصابى سابت، وبلّغت جوزى وأولادى فى التليفون باللى حصل معايا، ورجعت البيت ١٠ الصبح»، تقولها «هويدا» بنبرة غاضبة، وتتساءل: «فلوسنا هترجع منين، أنا دافعة حوالى ١٥ ألف جنيه، والفندق حاجزاه ١٠ أيام فى مكة والمدينة، ومين هيرجع حقنا؟».
تعليقات الفيسبوك