خدمة مجانية أطلقها محمود أسامة، 26 عاماً، لإنقاذ الشوارع من مخلفات الأمطار، بواسطة سيارات جيب «رانجلر»، يحكى «محمود» عن خدمته التى يساعده فيها عدد من زملائه بقوله: «بدأنا الخدمة منذ ثلاث سنوات، عندما غرقت منطقة التجمع فى السيول، وقتها وجد زميل لنا أسرة كاملة غير قادرة على التحرك بسيارتها وسط المياه التى تجاوز ارتفاعها متر، وبعد سحبها من المياه، قررنا أن نقدم خدمة مجانية للناس خلال فصل الشتاء مع هطول الأمطار».
يؤكد «محمود»، صاحب شركة أجهزة طبية، أنهم مروا بالكثير من المواقف الإنسانية الصعبة، خلال عمليات الإنقاذ، فذات مرة اضطر زميل لهم إلى ارتداء بدلة سباحة والغطس فى «جراج» غرق بالكامل فى المياه، من أجل ربط السيارات الموجودة بداخله بسيارات الإنقاذ: «ومرة اضطررنا إلى الغطس فى مياه المجارى، بعد أن حدث انفجار فيها وأغرقت السيارات فى الشارع».
مع موجة الأمطار الأخيرة، أنقذ «محمود» وزملاؤه أكثر من 200 سيارة وميكروباص وأوتوبيسات مدارس، معظمها كانت عالقة فى المياه: «لا نعمل فى نطاق التجمع فقط، بل فى كل المحافظات، حسب الاستغاثة التى تصلنا، فنحن ننطلق للمساعدة بسياراتنا، التى جهزناها من البداية، لتكون قادرة على سحب السيارات العالقة من خلال الأحبال المتينة المخصصة لذلك، وأحياناً نساعد الناس فى مناطق، مثل رأس غارب والغردقة».
رفض «محمود» أن تكون الخدمة بمقابل مادى، رغم ما تستهلكه من وقت مستقطع من عمله هو وزملاؤه: «الناس فى هذا الوقت تكون فى شدة ومصيبة، وليس من الإنسانية أن أطلب منهم مالاً، مثلاً أحد الأشخاص أنقذنا له سيارته، ولكنه خسر على الأقل 50 ألف جنيه بسبب غرق سيارته فى المياه، فهل يعقل أن أطلب منه مقابلاً؟».
تعليقات الفيسبوك