علبة ألوان خشب بسيطة وأقلام رصاص، أدوات شكلت طفولة محمد ضياء الذي نشأ وتربى على حب الرسم، ليبدع في تشكيل رسومات فنية مطعمة بشعوره بالسعادة، وتصبح الألوان هي وسيلته لإسعاد غيره و إدخال الفرحة في قلوبهم.
رحلة شاقة خاضها الشاب العشريني، إذ لم يكن تعلم الرسم مهمة سهلة، بل كانت شيئا صعبا خاصة مع التفاصيل الكثيرة، إلا أنه لم يستسلم وقرر العمل بمهنة النقاشة مع عمه ليتعلم طريقة دمج الألوان الصحيحة "نزلت اشتغلت نقاش مع عمي وأنا صغير واتعلمت إزاي أخلط الألوان وأطلع أي لون من ألوان بسيطة".
حالة خاصة من العشق تولدت بين "محمد" الطالب بالصف الثاني بمعهد فني صناعي بمحافظة القاهرة، والألوان والفرشاة، فأحب التلوين بشدة وقرر الرسم بالألوان فقط وليس بالأقلام مثلما هو شائع، بات يبدع في رسم لوحات فنية متقنة على الجدران المختلفة، لإضفاء مظهر جمالي على الشوارع.
تعلم الطالب العشريني إتقان فن الرسم بالألوان الإسبراي فقط من خلال مجموعة من الفيديوهات على موقع "يوتيوب"، لتصبح هي مرجعه مع مهنة النقاشة، فالرسم بالنسبة له أمر مقدس ولا بد من بذل الجهد به لإتقانه، فكانت أول رسوماته منذ ثلاثة أعوام بجدران أحد الشوارع، والآن يشيد الجميع بموهبته رغم صغر سنه.
"ألوان دهانات عادية وألوان فسفور وألوان إسبراي".. أدوات استخدمها "محمد" من أجل رسم لوحاته الفنية على جدران الشوارع وتنمية موهبته التي تحولت لعمل.
تعلم محمد كيفية إدخال أكثر من 20 لونا في رسمة واحدة وإعطاء مظهر جمالي للشوارع يسعد الجميع، وهو ما جعل السكان يشيدون بموهبته ويحرصون على تشجعيه، فانطلقت رسومات في مناطق عدة مثل التجمع الخامس وشبرا الخيمة.
وعن الصعوبات التي يواجهها، روى الطالب العشريني في حديثه لـ"الوطن"، أن كل مهنة ولها تحدياتها والشخص الموهوب هو من يتقن العمل للنهاية " لازم أتعب في الرسمة علشان دي شيء مقدس لازم أديله حقه، والشيء المتعب فيها إني بضطر أسهر ساعات كتير علشان أخلصها وده بيخليني مجهد جدا".
وبالممارسة أتقن "محمد" لوحاته الفنية المختلفة وأبدع بها، وتبلغ تكلفة الرسمة الواحدة على الجدار نحو 500 جنيه، وفي بعض الأحيان تكون هدية مجانية منه للسكان لإظهار المناطق بشكل مميز ومبهج، وأكثر وقت استغرقه في رسمة واحدة كان 19 ساعة متواصلة.
"بحلم أشارك في مهرجانات الرسم العالمية".. حلم يحاول الرسام العشريني الوصول إليه بالممارسة والتعلم من الأخطاء، آملا في تجميل الشوارع لإسعاد الجميع "نفسي أفرح الناس كلها وأسعدهم ولو بحاجة بسيطة".
تعليقات الفيسبوك