محمد حسني مبارك
يبدو أن شهر فبراير توقيتا سطر خلاله الكثير من الأحداث في حياة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بداية من تحقيق أول حلم في مسيرته المهنية فضلا عن معاناة وآلالام ذكرى التنحي عن الحكم تاركا خلفه أكبر منصب سياسي بالدولة المصرية، وصولا إلى موعد رحيله؛ إذ توفي "مبارك"، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ 92 عاما، عقب صراع مع المرض.
وعن أول مناسبة في تاريخ "مبارك" سطرت بشهر فبراير ترجع إلى عام 1949 حينما حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ملتحقا بعدها بالكلية الجوية، وفي الشهر نفسه لكن بعد مرور أكثر من عقدين تحديدا عقب الانتهاء من حرب أكتوبر؛ إذ ترقى "مبارك" إلى رتبة فريق طيار في فبراير 1974.
ورغم أن شهر فبراير في بداية مسيرة "مبارك" كان تاريخا يحمل مناسبات سعيدة في حياته المهنية والشخصية أيضا نظرا لأنه يوافق به ذكرى ميلاد زوجته "سوزان" والمولودة بمدينة مطاي بمحافظة المنيا؛ إلا أنه في السنوات الأخيرة حمل ذكريات مؤلمة أدت في نهاية المطاف لتركه منصب رئاسة الجمهورية بعد فترة حكم دامت 30 عاما.
ولعل أبزر الذكريات المؤلمة التي حفرت في ذاكرة "مبارك" هو آخر 3 خطابات له قبل التنحي عن الحكم في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011، إذ خرج لثاني مرة متحدثا أمام الجمهور المصري في 1 فبراير عام 2011، معلنا وقتها عدم ترشحه لانتخابات رئاسية مرة أخرى، ودعا إلى تعديل مواد في الدستور، إلا أن هذا لم يوقف تطور الأزمة وقتها.
وفي مساء العاشرة من 10 فبراير عام 2011، خرج "مبارك" بآخر خطاب يلقيه عبر التلفزيون المصري وقبل يوم واحد من تنحيه عن الحكم؛ إذ أعلن اللواء عمر سليمان، نيابة عنه التنحي عن حكم مصر في 11 فبراير بـ"خطاب التنحي".
وبعد 9 سنوات من ترك "مبارك" مقاليد الحكم، سطر شهر فبراير أخر ذكرى بحياته في دار الدنيا برحيله اليوم الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض.
وتولى مبارك ابن مدينة كفر مصيلحة بالمنوفية رئاسة مصر قرابة الثلاثين عاما، عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير واستمرت 18 يوما على التنحي عن الحكم، في الحادي عشر من فبراير 2011.
تعليقات الفيسبوك