كان لعمر بن الخطاب، العديد من المواقف التي تشهد له بالعدل والحرص على طاعة الله عز وجل، وتطبيق لمبدأ المواطنة، منها موقفه من والي مصر عمرو بن العاص، وتوسيع الجامع، ورسالته التي تحدث فيها عن عدل ملك كسرى.
يقول الشيخ محمد عطية، كبير الأئمة بمحافظة البحيرة، إن عمر بن الخطاب، كان دليلا واضحا على سماحة الإسلام والمسلمون الأوائل، ومن تلك المواقف، ما حدث بين والي مصر عمرو بن العاص، وسيدة عجوز، رفضت أن تبيع له أرض لتوسيعه المسجد.
وصنع لها "بن العاص"، حيلة ليأخذ الأرض، فغضبت السيدة العجوز، ونصحها البعض بالذهاب إلي المدينة المنورة، حيث يمكث عمر بن الخطاب، وهو من سيرد لها تلك الأرض، فرحلت هي وخادمها إلى المدينة المنورة، وهناك بحثت عن خليفة المسلمين، فوجدته في لباس بسيط، وحال لا يدل على الملك والإمارة.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": اشتكت السيدة إلي "بن الخطاب"، مما فعله "بن العاص"، فأخذ الفاروق قصاصة من الورق، وكتب عليها جملة واحدة، وهي "ملك كسرى ليس بأعدل منا.. والسلام علي من اتبع الهدي".
وطلب منها أن تذهب بها إلى والي مصر، فأخذت الورقة وانصرفت، وحينما قرأتها تعجبت، واعتقدت أنها لن تأخذ حقها، فتركت الورقة وانصرفت، فالتقطها الخادم، دون أن تراه، ثم عادت السيدة إلى مصر، وهناك قابلت من نصحوها بالذهاب إلى المدينة، وروت لهم ما حدث، فسألوها عن قصاصة الورق، فقالت أن رمتها إلا أن الغلام قال أنه أخذها.
وتابع: ذهب الجميع إلى عمرو بن العاص، وكان يتحرك في موكبه، فأوقفوه وأعطوه رسالة أمير المؤمنين، وحينما فتح القصاصة وقرأها، إصفر وجهه وارتعشت قدماه، وأسند ظهره علي الحائط، ثم قال للسيدة: "جئت الجامع لأصلي، فلو شئت أمهلتيني أصلي، ثم أهدم المسجد في الجزء الخاص بك، ولو شئت بدأت في هدمه الآن"، ذهلت السيدة وقالت: بل صلي، ولكنها طلبت أن تفهم ما معني تلك الرسالة.
وحكي "بن العاص"، قصة الرسالة بقوله: إن الفاروق قبل إسلامه، ذهب لبلاد فارس، وكان ملك كسرى يقيم احتفالات أمام قصره، وكان يوقف الاحتفالات عندما تمر سيدة عجوز ببقرتها من أمام القصر، ثم تستأنف الاحتفالات بعد مرورها، إلا أنه في مرة، غاطت البقرة أمام القصر، فقطع أحد الجنود رقبة البقرة، فما كان من كسري إلا أنه قطع رقبة الحارس في الحال.
فذهب ابن الخطاب، وسأل عن السبب، فعرف أن كسرى أراد توسعه قصره، وكانت السيدة العجوز تملك أرض خلف القصر، فلما أراد الملك التوسعة، طلب منها أن تبيع أرضها فرفضت، فعرض عليها أرضا أكبر من أرضها في الجهة المقابلة للقصر، فخافت العجوز، أن يجري منعها من المرور أمام القصر، فتعهد كسرى، ألا يتعرض لها أحد، فلما خالف الحارس عهد الملك، قتله في الحال، وأن رسالة الخليفة للوالي، تهديد بقطع رقبته، إذا لم يجري إعادة الأرض مرة أخرى للسيدة العجوز.
تعليقات الفيسبوك