من حين لآخر، يظهر تحدي جديد يلقى رواجا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع على التفاعل بين مستخدميها والدخول في تحدٍ قد يشكل خطورة على سلامة الأشخاص، لاسيما تلك التي تعتمد على العنف الجسدي على غرار تحدي "تكسير الجماجم".
تحدي "تكسير الجماجم"، انتشر بين طلبة المدارس مؤخراً، وتتلخص فكرته في أن يقوم المتحدي بالوقوف بين اثنين من زملائه الذين يقومان بركله ليسقط على الأرض، بعد أن يوهماه أنه يقفز معهما، حتى يجد نفسه ملقى على الأرض.
تحريم تحدي تكسير الجماجم
وأفتى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بحرمانية اللعبة الجديدة، مؤكدًا أن لعبة كهذه ليست من مثُيرات الضحك لدى أصحاب الطبائع السوية، ولا دُعابة فيها، وتؤدي إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة، كارتجاج المخ ونزيفه، وكسر الجُمجمة، وكسر العمود الفقريّ، وإصابة الحبل الشّوكيّ، والموت.

وأضاف المركز في فتوى صدرت عنه اليوم، أن الإسلام حذّر من تعريض النّفس لمواطن الهلكة؛ فقال تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ".
ولا تعد لعبة "كسارة الجمجمة"، الأولى من نوعها التي حرمتها الإفتاء، بل حرص الأزهر الشريف ودار الإفتاء، على متابعة ما يستجد من تلك الألعاب والتطبيقات وإصدار الحكم الشرعي بشأنها.
تحريم لعبة "مومو"
انتشرت لعبة "مومو" في منتصف يوليو 2018، وهي لعبة تدفع الأطفال للانتحار، حيث كانت لعبة "مومو القاتلة"، تظهر عبر صورة في واتساب تصحبها رسالة مخيفة تستهدف بعض مستخدمي التطبيق، وتقوم بتهديدهم.
وتزعم اللعبة بأنها تعرف الكثير من المعلومات عنهم وأنه يمكنها إخفاء هذا الشخص من العالم دون ترك أثر له، وترتبت على تلك الرسالة انتشار الرعب بين الأهالي.
وذكرت دار الإفتاء، عبر بيان بشأن اللعبة، نشرته على حسابها في "الفيسبوك" حينذاك: "نحذر من المشاركة في اللعبة المسمّاة بـ"مومو MOMO"، وعلى من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها".
وأضافت إنه "على الآباء متابعة أولادهم والحرص على معرفة الألعاب التي يلعبونها حتى نقيهم شر هذه الألعاب".
ألعاب البوكيمون محرمة شرعًا
هي لعبة تم إطلاقها في يوليو 2016 لأجهزة أندرويد وأيفون، حيث تتم من خلال تشغيل الكاميرا في الهاتف أثناء اللعب، وتظهر للمستخدم على الشاشة عدة وحدات من شخصيات بوكيمون الشهيرة، وباستخدام خرائط GPS على الهاتف الذكي، سيرى المستخدم وحدات بوكيمون وهي تتجول حوله في أرجاء المنطقة المحيطة بالهاتف.
وبعد انتشارها حول العالم، أصدرت دار الإفتاء في العام الماضي فتوى صارمة بتحريم لعبة البوكيمون، مؤكدة أن جميع ألعاب البوكيمون محرمة شرعًا وحرمها العلماء والمفتون منذ ظهورها، بل حظرتها الدول والمنظمات، وذلك لما تسببه من أضرار على الأفراد والمجتمعات، من الجاسوسية وخيانة الأوطان، وانتهاك حرمات الآخرين، ونشر مفاهيم مخالفة لتعاليم الإسلام وقِيَمِه.
تحريم pubg
في نوفمبر عام 2018 رصد قسم متابعة وسائل الإعلام بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، ما دفعه لإصدار بيان بتحريمها وبيان أسباب ذلك، فذكر في البيان أن الله قد حرم ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".
وجاء في نص البيان: ولخطورة الموقف، وانطلاقًا من دور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرائد في إرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم، وتحذيرهم مما فيه ضررهم، يحذر من خطورة هذه الألعاب ويهيب بالسادة العلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع".
تحريم لعبة الحوت الأزرق
في أبريل من عام 2018، أصدر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فتوى أكد فيها حرمانية المشاركة في "الحوت الأزرق"، وأن على من اشترك فيها أن يسارع بالخروج منها، وذلك لتسجيل المستخدم بنقش رمزٍ على جسده بآلة حادة؛ كالسكين أو الإبرة أو نحوهما، وفي هذا الفعل إيذاء من الإنسان لنفسه، وهو أمرٌ محرم شرعًا، كما أن المشارك في نهاية اللعبة يقوم بأحد فعلين: إما أن يقتل نفسه وهو الانتحار، أو يقتل غيره، وقد حَرَّمت الشريعةُ الإسلامية إتلافَ البدن وإزهاقَ الروح.
تعليقات الفيسبوك