كانت طفولتها مختلفة، لا تلهو ولا تلعب مع أقرانها، فضّلت الانزواء وهى فى عمر الـ12 عاماً، لتُخفى الحروق التى تركت آثارها على وجهها، حيث تعرضت لحادث وهى صغيرة أدى إلى احتراق أجزاء من وجهها.
لم تستسلم هاجر علاء الدين، 24 عاماً، طويلاً لهذه الحالة، واجهت تنمُّر قريناتها وزميلاتها فى المدرسة بقوة الإرادة، وعندما كبرت عملت فى مجال العمل الخيرى، حتى أصبحت من الفتيات المؤثرات فى مجتمعها، ومؤخراً تم اختيارها لتكون على غلاف مجلة «what women want».
واجهت «هاجر» صعوبات كثيرة لتخرج من حالة الانعزال إلى مواجهة المجتمع، بدعم ومساندة أهلها، حيث التحقت بكلية العلوم والتربية جامعة حلوان، وبدأت نشاطها فى التوعية بطرق التعامل مع مصابى الحروق لتنضم بعد تخرجها إلى جمعية «أهل مصر» لإنقاذ حياة ضحايا الحوادث والحروق: «الناس حبت وشى كده، لأنى قدرت أكسر جوايا أى شعور بالخجل ودايماً كنت ببقى حريصة أتصور بوشى كله».
جاء اختيار وجهها ليتصدر غلاف مجلة «what women want»، عدد فبراير ومارس 2020، بعد الدور الإيجابى الذى قامت به داخل مؤسسة «أهل مصر»، حتى أُطلق عليها «بطلة المؤسسة» نظراً لدورها فى التأثير على المصابين وآبائهم وتوعيتهم بطرق التعامل مع مصابى الحروق: «بقول لكل أب وأم ماتستخبوش، مفيش حاجة اسمها افصل الطفل عن المجتمع بسبب حرق مهما كانت شدته، لازم الناس تتأقلم مع شكلهم، وماينفعش نعمل حساب للناس على حساب نفسية المصاب».
تحلم الفتاة بتغيير النظرة للأطفال من مصابى الحروق: «يا ريت الآباء مايسجنوش عيالهم ومايدمروش حياتهم لأن الأهل بيكون لهم الدور الأكبر فى زيادة ثقة الأبناء المصابين بحروق بأنفسهم من خلال تشجيعهم على استكمال حياتهم بعيداً عن الضغوط».
تعليقات الفيسبوك