مهنة شاقة ومرهقة، تتطلب جهداً بدنياً عالياً، وتركيزاً قوياً، يحرص العاملون فيها على ممارستها باجتهاد وحماس شديدين، ورغم ذلك يتعرضون إلى جروح فى أيديهم، وانحناءات شديدة بظهورهم، نتيجة جلستهم لساعات طويلة فى وضع القرفصاء، لتقطيع وتشكيل أعواد القصب المفرغة، وتحويلها إلى أقفاص بأحجام مختلفة وأشكال متنوعة.
عبدالله أحمد، 62 عاماً، سيد عجمى، 38 عاماً، يعملان فى ورشة لتصنيع الأقفاص فى منطقة المرج، 10 ساعات متواصلة من السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساء، دون راحة، من أجل إنجاز عدد كبير من الأقفاص وتسليمها إلى التجار: «أكل عيشنا من الشغلانة دى رغم إن سوقها مابقاش شغال زى زمان، بس طلعنا لقينا أهالينا بيشتغلوها».. يحكى «عبدالله»، الذى يؤكد أنهما يصنعان 100 قفص يومياً، وأحياناً يصل العدد إلى 150: «بقالى 50 سنة بشتغل فى المهنة دى، جالى قتب من كتر القعدة فى الأرض والانحناء على الشغل، وبقيت أمشى موطى مش قادر أفرد ضهرى، ولما آجى أحط جتتى على السرير بحس إن جسمى مكسر 100 حتة».
تبدو الحرفة سهلة، لكن العاملين فيها يؤكدون صعوبتها، حيث يتسلمون أعواد القصب متسخة، ويقومون بتنظيفها وإزالة الأتربة والشوائب المتعلقة بها، ثم تقطيعها وتشكيلها إلى أقفاص: «بيبقى فى إيدينا قلم ومتر، بناخد مقاسات كل عود فى القفص، ونخرم الجوانب ونحط فيها الأعواد بشكل متساوى عشان القفص يطلع مظبوط ومش معوج أو يبقى سهل إنه يتكسر»، خبرة اكتسبها الثنائى بممارسة العمل لسنوات طويلة، مؤكدين أنهما اعتادا على تجاوز مصاعب العمل بالغناء: «ساعات بنملّ من الكلام فبنقعد نغنى أغانى من أفلام زمان، زى أغنية يا حلو صبح يا حلو طل، وساكن فى حى السيدة، واسأل مرة عليا».
تعليقات الفيسبوك