فقدت القدرة على السير بشكل طبيعي منذ طفولتها، ما جعلها تشعر بالخوف من عدم العثور على حب حقيقي وشريك يرافقها رحلة حياتها ويتحمل متاعبها، لكنها لم تدرك بأنها سوف تجده ليصبح حب "مصطفى" هو القدم الأخرى لـ "إيمان".
منذ 40 عاما بدأت علاقتهما، بحكم صلة القرابة الكبيرة بينهما، كانا يتعاملان عن قرب، حتى بدأت تقتصر على المقابلات العائلية فقط، لتفرقهما ظروف الحياة لسنوات، ثم يكتب الحب سطورا جديدة في حياة "إيمان" وزوجها "مصطفى".
"علاقتي بدأت بزوجي وأنا عندي 6 سنين".. هكذا بدأت "إيمان الجابري"، أخصائية ثقافية، سرد تفاصيل قصة حبها مع زوجها المرموق لـ"الوطن".

إعاقتها بشلل الأطفال بقدمها اليمنى، كانت عقبة لها، وسببا في خوفها من عدم الحصول على الحب الذي تتمناه أن يبادلها له ابن خالتها "مصطفى".
بدأت قصة حب السيدة إيمان مع زوجها، منذ زياراتها لهم في منزل العائلة بمرحلة الطفولة، حيث يكبرها بثلاث سنوات ونصف السنة، "كان طفل طيب وكنت بحب أروح معاه كل مكان، كنا زي أي طفلين، بس لما دخلت المرحلة الإعدادية انقطعت أخباره عني لأنه كان في ثانوية عامة، وكنت هتجنن عشان أكلمه، وهو كان خجول جدا ومحاولش يقربلي فصعبت عليا نفسي وقررت اسكت".
أعوام مرت و"إيمان" تفكر في "مصطفى"، وتسأل نفسها، هل يبادلها الشعور ذاته أم لا؟ لتقرر الاستسلام لأمر "الحب من طرف واحد"، واستكملت "إيمان"، "فضل ليه في قلبي معزة كبيرة، والعلاقة بيننا بقت أقل من الرسمية".
استمرت العلاقة لعدة سنوات على هذا الحال، حتى يوم 23 سبتمبر عام 1997، الذي تعتبره الزوجة، يوما فاصلا ومميزا لها خلال حياتها، حين دارت مكالمة بين والدتها وخالتها (والدة مصطفى)، غيرت مسار الحبيبين، فكعادة البيوت المصرية القديمة سمعت "إيمان" خالتها وهي تتحدث مع والدتها قائلة: "مصطفى غلبني بقاله شهرين عاوز يخطب بنتك إيمان"، حيث كانت تلك الكلمات مفاجآة غير متوقعة للفتاة.
"خالتي سألته هتقدر تستحملها؟ مش هتشتكي منها في يوم؟ عشان مينفعش ده يحصل وتتعب نفسيتها؟".. ليفاجأها بإجابته: "أنا بحبها من زمان بس محبتش أعمل خطوة إلا لما ظروفي تتحسن".
30 يوليو 2000، يوم حفل زفاف "إيمان" على حبيب عمرها وابن خالتها "مصطفى"، ليبدأ بهذا اليوم فصل جديد في حياتهما السعيدة، فبعد مرور عام ونصف العام، رزق الزوجان بطفلتهما الأولى "رنا"، لتستقبل الزوجة صدمة كبيرة عقب ولادة ابنتها بأشهر قليلة، حيث تعرضت "إيمان" لكسر كبير في إحدى عظام الفخذ بقدمها المريض، وتضطر للمكوث في السرير لعدة سنوات وفقا لتعليمات الطبيب المعالج لها.
أما عن دور زوجها في رحلة علاجها تقول الزوجة: "كان بيساعدني في الأكل ودخول الحمام، ومرة قمت من النوم لوحدي مرضتش أصحيه وسندت على عكازي، ساعتها قام من النوم مفزوع عشاني".
"مملش مني ولا يوم، وكان عارف إني هقعد في السرير سنين وبعد ما أخف همشي على عكازين، لكن حبه ليا خلاه ميتخلاش عني"، وفي أحد المواقف التي لن تنساها الزوجة، عندما حصل زوجها على تأشيرة لأداء مناسك الحج تكريما من عمله، حتى قرر الزوج اصطحاب زوجته معه، "قولتله هاحج ازاي وأنا بمشي على عكازين؟ كمان تكاليف السفر كبيرة، بس أصر ودفع كل الفلوس اللي كانت معاه وقتها عشان ياخدني معاه".
واستطردت: "كان بيشيلني في المناسك وكان بيعملي كل حاجة لدرجة أني سمعت واحدة بتقول دي شكلها عملاله عمل، بس أنا ضحكت، وفعلا أنا مش محتاجة لعكاز لأنه هو عكازي في الدنيا".
تعليقات الفيسبوك