رغم اختلاف الجنسيات وطريقة الحديث والمستوى الاجتماعي، إلا أن "العشرة" والمحبة جمعتهما سويا لأكثر من 17 عاما، وهو الأمر الذي دعا مواطن أردني للوصول إلى عائلة مسن مصري توفى بعمان قبل أيام، لدفنه، حيث قام بشراء مقابر من أجله، بدلا من استمرار وجود جثمانه بالثلاجة حتى الآن.
انتقل المصري أحمد سيد عبد ربه، إلى المملكة الأردنية الهاشمية منذ حوالي 27 عامًا، ويقيم في وسط عٌمان منذ ذلك الحين، حيث يعمل "مكوجي" بالمنطقة، ليرتبط بعلاقات صداقة ومحبة مع جميع سكان المنطقة، خاصة الأردني مأمون الفراج، مدير توظيف سابق بإحدى الشركات الخاصة، ليقضي معه أغلب يومه لمدة 17 عاما، من الصلاة والحديث والطعام.
استمرت الصداقة لعدة أعوام، حتى مرض "عم أحمد"، في 29 يناير الماضي، بعد إصابته بجلطة في المخ، لينقله "الفراج" سريعا إلى المستشفى، ويتكفل الجيران والأصدقاء بمصاريف علاجه، قبل خروجه منها في 2 فبراير الجاري، ويعود لممارسة حياته من جديد بطريقة عادية، بينما تناوب الأردني مع جيران المنطقة لتحضير الطعام والدواء للمسن المصري.
"بعدها بتلات أيام دخلت عليه لقيته واقع في الأرض وعم ينازع".. في 5 فبراير توفى المصري عم أحمد سيد، متأثرا بعدة جلطات دماغية، وأوضح الفراج، لـ"الوطن"، أنه لم يغفل في المرتين التواصل مع السفارة المصرية لإعلامهم بالحالة، خاصة أن المواطن الراحل ضاع جواز سفره في عام 2015، لتجيبه بضرورة الوصول لأسرته للحصول منهم على إذن الدفن في عمان أو إعادته لمصر.
لم تتوقف محاولات "الفراج"، 54 عاما، عند ذلك الحد، حيث أرسل إلى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، بريدا إلكترونيا حول الأمر، كما تواصل مع أحد الشبان المصريين لكتابة منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الوصول لأسرته، بدلا من ترك جثمان صديقه الراحل بثلاجة الموتى للمستشفى، ليتفاعل الآلاف مع المنشور وتظهر شقيقة لـ"عم سيد"، تقطن بمدينة نصر، إلا أنه لم يثبت حتى الآن حقيقة الأمر.
وفي الوقت نفسه تواصل المواطن الأردني مع جميع أصدقاء "أحمد"، وجامع المنطقة، وجمعوا أموالا لشراء مدفن ولوحة تحمل اسم المواطن المصري الراحل، وتجهيز كل شئ لنقله إليها، إلا أنهم مازالوا بانتظار تحرير توكيل لدفن الجثمان، وهو ما جعل الأردني يصف الأمر قائلا: "عم أحمد عاش غريب ومات غريب".
يتمنى بشدة "الفراج"، سرعة دفن جثمان صديقه الراحل ليوارى الثرى، لإيمانه الشديد بأن إكرام الميت دفنه، وأن طول مدة إبقائه في الثلاجة يمكن تجاوزها.
تعليقات الفيسبوك