رحلة دامت أكثر من 50 يوما بين تونس ومصر والسودان، الانطلاقة كانت في بداية نوفمبر الماضي، حين تركت بيتها بمدينة المحرس التونسية، وودعها أهلها بطقوس توديع المسافرين في مدينتهم، رش الماء والدعاء لها بالتوفيق، حتى وصلت إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث بدأت رحلتها البرية، وبواسطة الدراجة الهوائية وصلت إلى قرية تونس بمحافظة الفيوم التي انطلقت منها رحلتها على الطريق الصحراوي وصولا إلى أسوان ثم السودان، أيام وأسابيع مضت عليها بمفردها في طريق رحلتها التي كانت آخر محطة لها مدينة مكة المكرمة بالمملكة السعودية لتصبح أول فتاة تدخل الأراضي السعودية عبر ميناء جدة بنظام التأشيرات السياحية، الذي بدأت السعودية العمل به قبل فترة قصيرة.
الرحالة التونسية الشابة سارة حابة، البالغة من العمر 32 عاما، اختارت السفر من مصر إلى الأراضي السعودية برا على دراجتها، بعد عبور البحر بواسطة العبارة، لتحقيق حلمها بالسفر في رحلة برية للاستمتاع برؤية الطبيعة واكتشاف الطرق، إلى جانب رغبتها في الشعور باختلاف الرحلة باعتبارها العمرة الأولى لها، والإحساس بالمشقة التي كانت يشعر بها الحجاج والمعتمرين قديما، وحسب تعبيرها، ساعتين أو ثلاث فقط بالطائرة لأداء مناسك العمرة غير كافية للاستمتاع بالرحلة.
الرحلة بدأت من قرية تونس بالفيوم قطعت فيها 3411 كيلومترا
3411 كيلومترا تقريبا هي المسافة التي قطعتها الرحالة التونسية بمفردها، مرت خلالها على السودان بعد خروجها من محافظة أسوان بمصر، وحسب روايتها لـ"الوطن" اعترض طريق رحلتها بعض الصعوبات أولها المجهود البدني المبذول لقيادة الدراجة لمدة تصل إلى 10 ساعات يوميا الأمر الذي وصفته بـ"الشيء المرهق" بخاصة في البداية حتى اعتاد جسدها على المجهود.
السفر بمفردها في صحراء السودان وطريق محاط بالجبال من كل جانب، صعوبة أخرى واجهة سارة خلال رحلتها، لما تمثله طبيعة الصحراء الجافة وقد أوشك الطعام والماء على النفاد، إلى جانب الهواء العكسي في الصحراء الذي زاد من مسافة الطريق عليها، حسب وصفها.
تساؤلات عدة راودت الرحالة التونسية كلما اقتربت من الأراضي السعودية، بعد ركوبها الباخرة من السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر، باتجاه مدينة جدة: "تخوفت من عدم السماح لي بدخول السعودية، حيث أن نظام التأشيرات السياحية كان في بدايته ويسمح للسياح بالدخول من معابر محدّدة منها الرياض وليس من ميناء جدة"، وحسب روايتها، تمكنت من إتمام الإجراءات الأولى للدخول بعد بضع ساعات، وأوقفتها بعض الدوريات الأمنية على طول الطريق إلا أنها لمست منهم معاملة حسنة وتشجيعا.
شعور مختلف بالسعادة والفرحة امتلأ به صدر الفتاة التونسية، فور وصولها أرض الحرم المكي وصفته بـ"رحلة مختلفة" ليس فقط لأنها العمرة الأولى لها ولكن لمغامرتها البرية وشعورها بمشقة الرحلة واكتشافها معالم الدول على طول الطريق وتمنت لو كانت رحلتها سيرا على الأقدام ولكن الأمر سيكلفها شهور طويلة، حسب تعبيرها.
تعليقات الفيسبوك