هدوء يخيم فى كل أركانه، رغم وجود كثير من الزبائن، تتخلله أصوات طرق الملاعق بزجاج الأكواب وأحجار «الدومينو» بالسطح الخشبى.. هو الحال فى مقهى الصم والبكم بمدينة قنا، الذى أطلق عليه أصحابه من ضعاف السمع «مقهى النيل».
بين جدرانه يتسامر الزبائن ويحكون يومياتهم وهمومهم بعضهم لبعض، ولا يمكن للآخرين فهم ما يتناقشون سوى من يجيدون التواصل بلغة الإشارة، بينما حاول القائمون على المكان إثبات أنهم قادرون على الاندماج فى المجتمع، والتواصل مع المواطنين الأسوياء، حيث خصصوا عدداً من الطاولات للزبائن العاديين الذين يترددون على المقهى للاستمتاع بالهدوء.
مصطفى خيرت، يدير المقهى مع زميل آخر، ويرى أن الصم يمثلون فئة ليست بالقليلة فى المجتمع القناوى، وأنهم كانوا يلتقون فى عدة مقاه بقنا، أو بجمعية المستقبل للصم والبكم: «شريكى فى المكان محمد مساعد، وطلبنا من أحد أعضاء الجمعية البحث لنا عن موقع لعمل مشروع كافيه أو مقهى، على الفور، ومن خلال التواصل مع سمسار، أرشدنا إلى هذا المكان فى غضون شهر، ومع بداية ديسمبر من العام الماضى، تم الافتتاح فى حضور جمع كبير من الصم والأشخاص العاديين».
رحب حاتم عبدالله، خبير لغة الإشارة، عضو جمعية المستقبل، بالفكرة وباقى الأعضاء منذ طرحها عليهم، ويرى أن المقهى يقصده صمٌ من قرى ومدن مختلفة، يلتقون بعضهم ببعض ويشعرون بأن المقهى بيتهم رغم مرور شهرين فقط على الافتتاح، وكل ما يتمنونه الاندماج مع المجتمع المحيط بهم، ويثبتون قدرتهم على النجاح وتحقيق الذات.
تعليقات الفيسبوك