قرر زوجان من سنغافورة أن يحضرا حفل زفافهما عبر البث الحي (Live Stream)، وذلك لالتزامهما بالبقاء داخل غرفة بأحد فنادق المدينة، لمدة 14 يوما، كنوع من الحجر الصحي الذي فرضاه على نفسيهما، بسبب عودتهما مؤخرا من الصين، منشأ فيروس كورونا الجديد.
مع عطلة رأس السنة الصينية الجديدة، سافر الزوجان السنغافوريان إلى مقاطعة "هونان" الصينية، ليزورا والدة العريس، وكان ذلك قبل الانتشار الكبير لفيروس كورونا الجديد القاتل، وعلى الرغم من تمكنهما من العودة بسلام من الصين، إلا أن الزوجين قررا أن يبقيا بعيدين عن باقي الناس، محتجبين داخل غرفة فندقية، خوفا من أن يكون أحدهما، او كلاهما، مصابا بالفيروس القاتل أو حاملا له بطريقة ما، لكي يتجنبا خطر نشر الفيروس في بلدهما سنغافورة، وفقا لما نشره موقع "Asia One" الإلكتروني.
كانت المشكلة الوحيدة التي واجهت الزوجين هي حفل الزفاف، الذي حددا موعده مسبقا يوم 2 فبراير الماضي، ووجها بالفعل جميع الدعوات إلى الأهل والأصدقاء وزملاء العمل والدراسة، إضافة على التكلفة المالية التي قد تعود عليهما في حالة تأجيل حفل الزفاف في الأيام الأخيرة، لكن الزوجين الحريصين على سلامة أهلهما وأصدقائهما، كانا أيضا على درجة أكبر من الحرص على إقامة حفل الزفاف في موعده.
بدلا من تأجيل الحفل، استخدم الزوجان تقنية البث الحي لنقل صورتهما وصوتهما إلى قاعة حفل الزفاف، المقام بأحد فنادق سنغافورة، كما كان بإمكانهما كذلك أن يريا ويسمعا الحضور بالقاعة، وقد بدأ الزوجان بثهما بالاعتذار للحضور عن تغيبهما، وذلك على الرغم من معرفة جميع المدعوين بالتعديل الأخير الذي أجراه العروسان، وقرارهما عدم حضور الحفل بشكل فعلي، وتفهم الجميع لهذا القرار، في ظل الاخبار التي تتوارد عبر جميع وكالات الأنباء ومن جميع أنحاء العالم عن خطورة فيروس كورونا الجديد وحالة الطوارئ التي فرضها في جميع الدول.
لم يتأثر حفل الزفاف كثيرا بغياب العروسين الجسدي، فباستثناء عدم تمكن العروسين من الرقص في القاعة وسط الأهل والأصدقاء، أقيمت باقي مراسم الزواج والاحتفالات بشكل طبيعي، بما فيها توجيه كل من العروسين كلمة للآخر، وشرب النخب، وتبادل العروسان وبعض الأهل للتهاني والمزاح، إضافة إلى مأدبة الطعام.
لم يتمكن كل من والدي العريس والعروس من حضور الحفل كذلك، فوالد العريس يعيش بمقاطعة "هونان" الصينية، بصحبة الأم، ووالدا العروس أيضا كانا قد سافرا إلى مقاطعة "هونان" ليقضيا راس السنة الصينية مع والدي العريس ومع العروسين، مما ترتب عليه غيابهما كذلك عن الحفل، وبقيت شقيقة العروس هي الشخص الوحيد من أسرتي العروسين الذي استطاع أن يحضر الحفل، الذي تحول بدوره من حفل مهدد بالإلغاء والتأجيل والفشل، إلى حفل زفاف مميز ومبتكر، نقلت حكايته وسائل الإعلام حول العالم.
تعليقات الفيسبوك