لم يخجل الحاج محمد طارق عبدالمنعم السيد واصل، الشهير بـ "طارق العمدة"، من أن يلتحق بالتعليم مرة أخرى رغم عمره الذي وصل إلى 65 عاما، ليعود إلى الدراسة والامتحانات، لتحقيق هدفين، الأول تخطي عقبة الشهادة الإعدادية التي رسب فيها في السبعينيات، والحصول على الشهادة ليتسنى له التقدم لمنصب العمدة بقرية العبادلة مركز طوخ، والذي تتوارثه عائلته منذ عام 1835، أبا عن جد.
يقول الحاج طارق، إنه موظف بالمعاش، وسبق له التطوع في الجيش عام 1972، وشارك في حرب أكتوبر في كتيبة إمداد وتموين اللواء 24 مدرع، أثناء الحرب، حيث كان يقود "فنطاس مياه"، ثم تم تعيينه كسائق في شركة مياه الشرب بالقاهرة حتى بلوغه سن المعاش.
أوضح الحاج طارق، أنه من مواليد 1955، ومتزوج ولديه 3 أبناء، بنتين وولد جميعهم متزوجون ومتعلمين، ولديه منهم 8 أحفاد أكبرهم في الصف الرابع الابتدائي، مشيرا أنه حصل هذا التيرم على 98 درجة من 140 درجة، وسيكمل دراسته في التيرم الثاني، محاولا تحسين المجموع.
يضيف الحاج طارق، إن منصب العمدة بالقرية في عائلتنا أبا عن جد، فجدي السيد محمد محمد واصل، عمدة العبادلة منذ عام 1835، وحتى وفاته، ثم جاء من بعده والدي عبدالمنعم السيد واصل، والذي ظل في العمودية 50 عاما، ثم جاء بعده ابن عمي ويدعي أيضا محمد واصل، وظل في المنصب 10أعوام، حتى وفاته، وبعده نجله محمد محمد واصل، وهو طبيب بيطري، ولكن بسبب ظروف خاصة، استقال فتقدمت للعمودية لأني في ظل وجود ابن عمي ونجله، كنت أنا من يدير الأمر فعليا، فتم رفض أرواقي بسبب عدم حصولي على الشهادة الإعدادية، حيث كنت راسبا في الشهادة، فقررت استكمال الدراسة وتقدمت هذا العام لنيل الشهادة الإعدادية.
يشير الحاج طارق، إلى أنه لم يخجل من التقدم للدراسة مرة أخرى رغم ماقوبل به من انتقادات وسخرية من المحيطين به من أصدقائه، حتى والدته قالت له "بعد ماشاب ودوه الكتاب"، ولكنه تمسك بالأمر ولم يكترث بالسخرية.
قال الحاج طارق، إن العائلة مليئة بالقامات العلمية والأطباء والأساتذة، وكلهم وقفوا بجانبه لتخطي عقبة اللغة الإنجليزية التي كانت سبب رسوبه قبل ذلك، مشيرا أنه لم يحتاج دروسا رغم انه كان يعاني من صعوبة في مواد الإنجليزي والهندسة، ولكن أبناء العائلة والأحفاد وقفوا بجانبه، وتخطى العقبة ونجح، مشيرا أن باقي المواد كانت سهلة وميسرة.
أضاف الحاج طارق، "العلم حلو وطول ما في العمر بقية يجب أن يبحث الإنسان عن العلم ويطور من نفسه، ومحدش كبير على العلام، موضحا أن أولاده هم من شجعوه على استكمال تعليمه، ووقفوا بجانبه بعد رفضه الحصول على الشهادة بطريقة ملتوية، مشيرا أنه يسعى لأن يكون رجل إدارة وتطبيق قانون، فكيف يصل للمنصب بمخالفة القوانين واللوائح".
وأكد الحاج طارق، انه لن يتوقف عند الإعدادية بل سيكمل للحصول على دبلوم الزراعة التي يعشقها ويتقنها، ويريد أن يكمل خبراته فيها بالعلم، قائلا "طول مافيا نفس هتعلم"، مشيرا أنه يعمل قاضيا عرفيا ويشارك في لجان المصالحات ومعروف عنه التميز بسمات العمودية، والكل يشجعه للحصول عليها، حتى يتقدم لها لأنه يعد العمدة الحقيقي، حتى لقبه الأهالي في القرية بـ "طارق العمدة"، داعيا أي شخص لم يكمل تعليمه أن يعيد الكرة من جديد، فالأمر يحتاج للتجربة والمثابرة، لأن العلم بحر لا ينتهي.
تعليقات الفيسبوك