أصبحت فتاة شابة هي أول من يموت في بريطانيا بسبب المخدر المنتشر مؤخرا بين أوساط الشباب، والمعروف باسم "زومبي"، بعد أن ثبت وجود آثار للمادة المخدرة في جثتها، وبدأت السلطات وهيئة مكافحة المخدرات في نشر إعلانات تحذر العامة من تعاطي المخدر القاتل.
تعود قصة الوفاة إلى شهر مارس منعام 2018، عندما كانت الفتاة "أندريا هورفاتهوفا"، 23 سنة، في حفل بمنزل صديقة لها، حيث تعاطت كمية من الأقراص المخدرة المختلفة والمشروبات الكحولية، قبل أن يعرض عليها أحد الحاضرين قرصا لم تتعرف الفتاة أو أصدقائها على نوعيته، إلا أن "أندريا" ابتلعت القرص بأية حال، لتسقط مغشيا عليها بعد فترة قصيرة، وتفارق الحياة في المستشفى بعدها بثلاثة أيام، وفقا لما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.
حدد الأطباء سبب الوفاة بأنه أزمة قلبية، بينما أكد تقرير الطب الشرعي على احتواء جسد الفتاة على آثار من عدد كبير من المواد المخدرة، أبرزها الكوكايين، والأمفيتامين، والإكستاسي، إضافة إلى مخدر "برولينتانون"، أو "Alpha PVP"، المعروف بين الشباب بعدة أسماء، أشهرها فلاكا "Flakka"
تنتمي مادة "Alpha PVP" فعليا إلى منشطات الجهاز العصبي (Stimulants)، من نوعية الأمفيتامينات، وقد ظهر في ستينات القرن العشرين، كعلاج لبعض الأمراض العصبية، إلا أنه تم إعلانه مادة مخدرة محرمة في 2014، وتعتبر النسخة المنتشرة حاليا بين شباب العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، والمعروفة بأسماء مختلفة، منها "Flakka" و"Gravel"، من الأنواع ذات التركيز العالي من مادة "Alpha PVP"، وتتميز بمخاطر صحية شديدة، من بينها تلف الكلى والكبد، وقد تؤدي إلى الوفاة، خاصة إذا تم تعاطيها مع أنواع أخرى من المواد المخدرة والكحوليات.
ترجع تسمية "مخدر الزومبي" إلى وسائل الإعلام الأمريكية، خاصة بعد حادث ولاية ميامي، في 26 مايو 2012، عندما هجم شاب على رجل واستمر في عض ونهش وجهه حتى تلاشت طبقات عديدة من اللحم والجلد، قبل ان يرديه أحد رجال الشرطة قتيلا بطلقة رصاص.
احتلت الواقعة عناوين الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، واصفة مرتكبها، وهو شاب يدعى "رودي إيوجين" Rudy Eugene، بآكل لحوم البشر، وبدأ منذ ذلك الوقت اطلاق اسم "مخدر الزومبي" على المخدرات المحتوية على مادة "Alpha PVP"، بسبب الاعتقاد ان المخدر هو السبب وراء هجوم "رودي" المخيف والبشع، الشبيه بالزومبي في الأفلام، وعلى الرغم من نفي تقرير الطب الشرعي لوجود المخدر في جسد المجرم، إلا أن اسم "مخدر الزومبي" استمر كاسم مستخدم في الإعلام لوصف المخدرات المحتوية على تلك المادة، على الرغم من تأكيد العديد من خبراء المواد المخدرة والأطباء أن المخدر، على الرغم من كونه مسببا للهلاوس الشديدة والبارانويا، إلا أنه لا يوجد دليل حقيقي على أنه يجعل من يتعاطاه يتصرف مثل الزومبي.
تعليقات الفيسبوك