منذ 5 سنوات جاءت إلى مصر مع عدد من أقاربها، هاربين من هول الحرب والدمار فى سوريا، مرت السنوات سريعاً وعاد بعض من جاءت معهم إلى الوطن الأم، وبقيت هى فى دروب القاهرة تعيش على الأرصفة وتأكل من تبرعات أهل الخير، رافضة الذهاب إلى أى دار إيواء لرعاية المشردين: «عايزة أعيش وسط الناس فى الشارع».
على أحد أرصفة شارع فيصل بالجيزة، تقيم سيدة سورية تدعى «منال»، تلتحف ببطانية ثقيلة من البرد القارس، تحكى لمن يجلس إلى جوارها قصة وطن تمزق ولفظ أبناءه: «كنت عايشة فى بيتى بعد ما مات زوجى، هدوا البيت وبقيت فى وسط النار، قررت أمشى مع مجموعة سوريين سابوا البلد، ومن يومها وأنا عايشة فى مصر، على مساعدات أهل الخير».
فى آخر الليل أحياناً تختبئ المرأة السبعينية، فى غرفة صغيرة كان يقطنها حارس العقار قبل وفاته، لتحتمى بها من البرد الشديد، ومع بزوغ الشمس تعود إلى الرصيف تواصل حياتها، ورغم الحياة بدون مأوى، فإنها ترفض مساعدات أهل الخير بإلحاقها فى دار للإيواء: «مش عاجبانى عيشة الشارع، لكن مش عايزة دار، عايزة أوضة بحمام فى أى مكان».
«خايفة تيجى الدار»، قالتها سامية عبدالحفيظ، صاحبة دار روضة الحبيب للرعاية، التى عرضت عليها أكثر من مرة الانتقال إلى الدار: «عندها هاجس إنها هتتحبس فى الدار، فعايزة تقعد وسط الناس فى الشارع»، مؤكدة أن شخصاً سورياً عرض عليها المساعدة ورفضت، لكن الدار لم تتخلّ عنها، وباستمرار ترسل إليها متطوعين لتلبية طلباتها، من أكل وتنظيف لفرشتها.
تعليقات الفيسبوك