أعلنت شبكة نيتفيلكس الأمريكية، عن إنتاجها لفيلم جديد يتحدث عن الإسكندر الأكبر، ومن المنتظر أن يتم تصويره في واحة سيوة، ويأتي الفيلم بعد إصدارها لمسلسل المسيح والذي أثار ضجة واسعة بالعالم.
ويتزامن إعلان الفيلم والذي يشارك فيه الفنان البريطاني بن ويشا، مع عودة بعثة آثار يونانية تجري حفريات تاريخية في منطقة الشلالات حيث أنقاض الإسكندرية القديمة التي بناها الإسكندر الأكبر، حسبما ذكرت "سكاي نيوز".
وتعد شخصية الإسكندر الأكبر من الشخصيات الأسطورية في التاريخ، حيث تمكن في سن الـ21 من قيادة جيوشه من هضاب مقدونيا إلى بلاد اليونان وإخضاعها لحكمه، ومنها إلى بلاد سوريا (فينيقيا) ومصر ثم إلى بلاد فارس، إيران حاليا، وحتى سور الصين العظيم، وكل ذلك خلال خمسة سنوات فقط في الفترة بين 335 قبل الميلاد حتى 330 قبل الميلاد.
سر ارتباط الإسكندر بـ"ذي القرنين"
ويعتقد البعض أن الإسكندر الأكبر هو ذي القرنين والذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، والسبب في ذلك ما نقله المفسرون من الأدب الفارسي الذي صوّر الإسكندر الأكبر على أنه ذو القرنين لاعتبارات كثيرة شكلية وعسكرية.
وتعد واحة سيوة قبلة شعوب الأرض منذ زمن بعيد نظرا لامتلاكها مقومات سياحية وعلاجية، وقد كان الإسكندر أول من زارها، وخرج بالفعل بموكبه من الإسكندرية في طريقه للواحة، وعند وصوله، تم تتويجه بمعرفة كهنة آمون في القاعة التي أعدت لذلك ومازالت آثارها قائمة، ولقب بـ"ابن آمون"، ولبس تاج آمون وهو على شكل رأس كبش ذي قرنين وذلك هو سر ارتباطه في المعتقدات الفارسية بـ"ذي القرنين"، وتنبأ له كهنة المعبد أن يكون سيدا على العالم، وهي النبوءة التي تحققت بالفعل.
قبر الإسكندر الأكبر
وكتب المؤرخ الشهير "كالليسثينس المزيف" وهو أحد الكهنة اليونانيين الإسكندري الأصل، عام 300 ميلادي، عن سيرة الإسكندر الأكبر أنه تعرض لمؤامرة قتل بالسم وقد حدث ذلك في مدينة بابل، وفي ذلك الوقت حاول الفرس أن يكسبوا بصداقتهم المقدونيين بموافقتهم على دفن الإسكندر في بلدهم، وتكريمه بإعلانه "الإله ميثراس"، ولكن المقدونين رفضوا بحجة أن دفنه يجب أن يكون في مقدونيا، وحسم الجنرال بطليموس قائد قوات الإسكندر الجدال، بأنه هناك نبوءة في بابل للإله زيوس بمعبده تسحم الأمر، إذ أنه توجد مدينة في مصر تسمى منف، وهناك يجب أن يدفن، ويعتلي عرشه.
وحمل بطليموس الجثمان في تابوت من الرصاص، وتحرك الموكب من بابل إلى منف جنوب القاهرة والتي تأسست 3200 قبل الميلاد، وحاليا هي مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، إلا أن كبير كهنة "منف" رفض دفن الإسكندر في مدينتهم وأصر على دفنه بالمدينة التي أسسها الراحل في ضاحية رافودة، بالقرب من أحد موانئ الإسكندرية المعروف باسم ميناء رافودة القديم، وذلك لأن المدينة التي سيدفن فيها ستكون دائما عرضة لاضطرابات وتهزها المعارك والحروب.
وامتثل "بطليموس" لأمر الكاهن، وأنشأ قبرا في المعبد الرئيسي بالإسكندرية، الذي كان يسمى "سوما الإسكندرية"، وتم دفن جثمان الإسكندر فيه.
وقالت دائرة المعارف البريطانية إن أوغسطس قيصر، حين حضر إلى مصر زار قبر "الإسكندر" ووضع إكليلا من الزهور عليه، وكان ذلك عام 323 قبل الميلاد، ومع حلول القرن الرابع الميلادي لم يكن أحدا يدري أين هو، وهناك روايات أخرى قديمة تشير إلى أنه مدفون في سرداب تحت كنيسة مسيحية قديمة.
تعليقات الفيسبوك