الفنان هاني جمال ينحت أحد تماثيله
بتركيز شديد، يحول معدن البرونز بضغطات أصابعه القوية إلى واحد من الشخصيات البارزة في تاريخ مصر، لينحت بدقة الفنان محمد فوزي والشاعر صلاح جاهين والمنشد الديني سيد النقشبندي، ويحييهم مرة أخرى في تماثيله، بينما ينتقل إلى حقبة أخرى مجسدا الممثل أحمد زكي والبروفيسير مجدي يعقوب، فتدخل أعماله الفنية قلوب المواطنين سريعا.
هانى جمال.. فنان تشكيلي، ولد في محافظة المنيا، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 2008، ليفضل العمل بمجال النحت لمدة 12 عاما، وفي نوفمبر 2018، جذبه بشدة اللاعب المصري محمد صلاح، الذي حقق شهرة واسعة بالعالم وعشقه ملايين المصريين والبريطانيون، ليقرر أن يكون تمثاله الأول الذي ينحته من أجل إحدى العلامات البارزة لدى المجتمع.
ملامح "صلاح" المصرية، جعلته يعتمد في تمثاله على الطين الأسواني والبرونز، ليصنع له تمثالا مميزا يظهر به الطموح والقوة للاعب المصري، ليحقق إعجابا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصل لإحدى شركات الشحن العالمية والتي قررت نقله إلى لاعب ليفربول بالفعل.
قرر جمال، 34 عاما، فيما بعد أن ينحت بنفسه الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر المعاصر، ليجسد الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب الشهير، في طريقة منه مميزة لتقديم الشكر، ثم نحت أيضا المستشار الشهيد هشام بركات، الذي تم تفجير سيارته قبل عامين، في ذكرى وفاته ثم أهدى أسرته التمثال لاحقا.
لم يقتصر إبداع الفنان التشكيلي عند ذلك الحد، ولكن قرر أن يغوص في قلب فناني الزمن الجميل، ليختار واحدا من أكثرهم شهرة وهو الفنان محمد فوزي "كان مصر أصيل بكل ملامحه" لينحتها بحب وفن شديد، ليهديه أيضا لاحقا إلى أٍرة الفنان الراحل الذي عشق أغانيه منذ الطفولة، ثم جسد فيما بعد الممثل أحمد زكي والشاعر صلاح جاهين.
"أنا بختار شخصيات بحبها والكل بيحبها وأثرت فينا كلنا سواء زمان أو دلوقتي".. يعتبر ذلك هو المعيار الأهم لدى جمال في تصوير تماثيله، وفقا لحديثه لـ"الوطن"، حيث يضع بكل منهم بصمته الخاصة والمميزة، فضلا عن تركيزه على أجزاء معينة بالمجسم، وهي روح وشموخ الشخصية كونه يأمل بأن "كل اللي يشوفها يفتكر بيه مشهد أو أغنيه بيحبها فيبتسم ويفرح"، على حد قوله.
يحتاج التمثال الواحد لدى هاني من شهر إلى شهرين، وفقا لظروف عمله المختلفة، معتمدا على خامات مختلفة أهمها البرونوز الذي يعتبر من الخامات البيئية المعروفة وطويلة العمر، ولكنه هذه المرة قرر أن يخرج عن المعتاد له، فجسد جارة القمر الفنانة فيروز، حيث يأمل إهداءها أيضا تمثاله هذه المرة، قائلا: "في شخصيات كتيرة نفسي أعملها، وفكرت أعمل من مصر سلام لكل شخصية كان ليها دور في البلد ومؤثرة ومحبوبة".
تعليقات الفيسبوك