أصبح استخدام الهواتف الذكية أمرا ضروريا للكثيرين وربما يكون للجميع، سواء لإجراء مكالمات هاتفية عليه أو لتصفح الإنترنت من أخبار ومواقع التواصل الاجتماعي وتبادل المحادثات وغيره وقد يتجاوز استخدام البعض للهواتف نحو 15 ساعة يوميا.
ويتجاهل الكثيرون أضرار الإفراط في استخدام الهواتف الذكية لمدة طويلة وربما لا يعلم العديد تأثيره على الصحة، حيث أيّدت محكمة الاستئناف في تورينو بإيطاليا، منذ 5 أيام، حكما صادرا عن المحكمة الابتدائية عام 2017، ينص على أن الاستخدام المفرط للهاتف المحمول يسبب أوراما في الدماغ، وهو ما يمثل تحديا لخبراء الصحة الذين لا يرون أي مخاطر مثبتة في استخدام الهواتف المحمولة، وفقا لشبكة "يورو نيوز".
وجاء هذا الحكم ليفنّد الكثير من الدراسات التي تُظهر أن الموجات والإشعاعات، الناتجة عن الهواتف المحمولة لا تولّد طاقة كافية للتسبب في الإصابة بالسرطان، رغم إمكانية امتصاصها من خلال الاتصال الوثيق مع جلد المستخدم.
وسبق ورفعت القضية من قبل روبرتو روميو، العامل السابق في شركة تليكوم إيطاليا للاتصالات، والبالغ من العمر 59 عامًا، ضد المعهد الوطني الإيطالي للتأمين ضد حوادث العمل، حيث ذكر خلال شهادته أمام القضاة، أنه استخدم الهواتف المحمولة من أربع إلى خمس ساعات يوميًا خلال أسبوع العمل، عندما كان يعمل لدى شركة تليكوم إيطاليا لمدة 15 عامًا.
وعانى روميو من صفير في أذنه اليمنى قبل أن يحتاج إلى إجراء عملية جراحية في 2011 لإزالة ورم عصبي بطول 2 سم على عصب الصوت الذي سبب له صمما في أذن واحدة إضافة لشلل بسيط في الوجه.

طبيب مخ وأعصاب: هناك أبحاث تقول إن الهاتف قد يؤدي إلى سرطان المخ
كشف طبيب المخ والأعصاب والأوعية الدموية الدكتور ياسر عبدالله، في حديثه لـ"الوطن"، أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يؤدي إلى إدمان التليفون المحمول ويطلق عليها اسم Nomophobia أي نوموفوببا ويعني الخوف من البعد عن الهاتف: "بيوصل لحد الإدمان بيستخدمه فوق الـ 15 ساعة بين التصفح والمكالمات وهو اداه للإدمانات الأخرى".

وشرح ياسر أن الهاتف المحمول له بعض الأضرار الأخرى على المخ ولكن الدراسات التي نشرت عن ذلك لم تكن قوية حيث إنها أجريت على عدد قليل من الحالات: "اتقال أن ممكن يعمل سرطان مخ"، ونصح طبيب المخ والأعصاب أن بشكل عام لا يفضل النوم بجانب أجهزة كهربائية سواء التليفزيون أو الهاتف وأن يبعد عن الشخص نحو متر.
أستاذ مخ وأعصاب: استمرار المكالمات الكتير بيضعف القدرة السماعية
فيما قال الدكتور هشام أبو النصر، أستاذ في جراحة المخ والأعصاب لـ "الوطن"، أن الهاتف يصدر شيئين الصوت والموجات الكهرومغناطيسية، التي تخرج منه: "فالصوت لما بيستمر فترة طويلة على النغمة اللي طالعة من سماعة التليفون أو سماعات الأذن، بتجهد العصب بتاع السمع واستمرارها بيضعف القدرة السماعية".

أما استمرار الموجات الكهرومغناطيسية التي تخرج من الهاتف يكون لها تأثير مباشر على الموجات الكهربائية الخاصة بالمخ ويحدث فيها بعض التنبيهات موضحا أبو النصر: "المخ بيتلغبط الموجات بتاعته ممكن على حسب المكان اللي فيه المخ نقطة ضعف، بيأثر على المزاج في القدرات الذهنية أو المزاجية أو العصبية أو الحركية وغيره وتصيبه بأضرار وما زاد عن الطبيعي بيبقى مضر".
واستعان أبو النصر بمثال بسيط أن الشخص عندما يحضر محاضرة طويلة أو يتحدث كثيرا يشعر بإرهاق ذهني: "ما بالك بقى باستخدام التليفون أو لو الإنسان مخه ضعيف أو قدراته الذهنية اضعف من الطبيعي".
ونصح أستاذ المخ والأعصاب البُعد عن الأجهزة الكهربائية أثناء النوم مثل التلفزيون بنحو 3 متر أو الهاتف بحوالي 30 سم على الأقل ويمتنع عن وضعه تحت الوسادة أو بالقرب منه.
تعليقات الفيسبوك