جنازة عسكرية كبيرة أقيمت للشهيد العميد وائل طاحون، بعد أن اغتالته أيدى الإرهاب، أبريل 2015، المشهد حينها كان مهيباً، زوجة تبكى زوجها وتحتضن نعشه وتودعه باكية: «إلى جنة الخلد»، أقرباء حضروا من كل حدب وصوب لإلقاء نظرة الوداع على شهيدهم، وزملاء يحملون نعشه ويتوعدون بالانتقام له، وفى خضم هذا كله تتوجه العيون إلى ذلك الابن الذى لا يزال طالباً فى المرحلة الإعدادية، طفل صغير لم يستطع أن يتحمل هول الصدمة، فانهار باكياً على كتف أحد زملاء الشهيد.
هرول الصغير ليلحق بنعش أبيه، وليلقى عليه نظرة الوداع، يحاول التماسك وهو يصلى صلاة الجنازة، لكنه يرفع رأسه إلى الأعلى، وكأنه يشكو الله من شدة ألم يعتصر قلبه على فقدان السند. وتمر الأيام والسنون ليرتدى ذلك الابن الصغير الباكى بدلة أبيه بعد أن التحق بأكاديمية الشرطة، ويلفت الأنظار مجدداً إليه وهو واقف على المنصة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالية عيد الشرطة الـ68، لكنه هذه المرة عاد ليخطف الأنظار بقوته وعزمه وإصراره على الأخذ بثأر أبيه وزملائه.
بالأمس بدا مختلفاً تماماً، حيث وقف طالب الشرطة، عاطف طاحون، على المنصة أمام الرئيس «السيسى»، فى زى شرطى، وبصوت أجش تملؤه القوة والحماس قدم الشاب نفسه قائلاً: «طالب ضابط وائل عاطف طاحون، نجل الشهيد البطل العميد وائل طاحون، وزوج أختى الشهيد البطل الرائد ماجد عبدالرازق، ووالدى وزوج أختى قدما حياتهما فداء للوطن وأصبحا بالنسبة لى المثل الأعلى، عشان كده أنا أصريت أكمل المسيرة، وأدخل كلية الشرطة مصنع الرجال»، لتتحول تلك الأيادى التى كانت تربت عليه قديماً، إلى أخرى تصفق إعجاباً بالبطل الجديد ابن الشهيد.
وتابع: «لما دخلت الكلية شُفت التحدى والإصرار فى عيون الطلبة لمكافحة الإرهاب وأهل الشر، وعاوز أقول للإرهاب واللى واقف وراه إحنا مش هنخلص، وهنفضل نحمى بلدنا».
ووجّه الرئيس السيسى التحية لزوجة الشهيد العميد وائل طاحون، وابنته، زوجة الشهيد الرائد ماجد عبدالرازق، وصافح أسرة الشهيد، ونجله عاطف وائل طاحون. كما صافح الفنان أمير كرارة، الذى شارك فى الاحتفالية.
تعليقات الفيسبوك