خلطات العطارين لعلاج البرد
زكام، كحة، آلام في العظام.. أعراض أساسية للمصابين بالإنفلونزا أو "البرد"، وكثيرا ما يلجأ الأشخاص للعطارين من أجل شراء أعشاب طبيعية للتخلص من المرض بدلا من الذهاب إلى الأطباء.
ولكل عطار وصفته أو "الخلطة" الخاصة به، والتي يضع بها بعض الأعشاب ويبيعها لزبائنه للشفاء من البرد، بالإضافة إلى المشروبات الساخنة والمعروفة في الشتاء.
"ورق اللوري، ورق الجوافة، تيليو، ينسون، حبة البركة، جنزبيل، لبان دكر".. مجموعة من خلطات الأعشاب التي يبيعها علي عويس، صاحب الـ39 عاما، والذي يمارس المهنة منذ السابعة من عمره، والمشهور بين أهالي منطقة "بهتيم" بـ"أبو ملك".
"كل حاجة للبرد ليها علاج حسب السن وفي متناول الإيد".. كلمات أوضح بها "علي" في حديثه لـ"الوطن"، أنواع الخلطات التي يزداد عليها الطلب، فيمكن لكبار السن تناول "الخلطة المره"، وهي عبارة عن "نبات المحلب وجنزبيل ولبان دكر مضافا إليها الينسون"، ويتم شربها بدون غلي الماء لاحتوائها على زيوت طبيعية تساعد في تهدئة الكحة وتوسيع الشعب الهوائية، أما بالنسبة للأطفال فيمكنهم تناول "ورق الجوافة والينسون والتيليو"، وهي أعشاب تساعد على تخفيف أعراض البرد لديهم كما يمكنهم استساغة طعمها.
ويبيع "أبو ملك"، خلطات البرد ابتداء من 5 جنيهات، الخلطة الواحدة وتزن حوالي 60 جراما، وتساعد بحسب كلامه، في علاج البرد بشكل تام، كما يزداد الطلب على الخلطات، بحسب تأكيدات الرجل الثلاثيني، بسبب رخص ثمنها.
وهناك أيضا "حبة البركة"، والتي تساهم في رفع المناعة، ودائما ما يطلبها الأشخاص في الشتاء لأطفالهم تحديدا، لأنهم الأكثر عرضة للبرد بسبب تعرضهم الدائم للهواء، ويتم غليها للاستفادة من الزيوت بداخلها.
وعن المشروبات الشتوية، ذكر "علي"، أن الإقبال يزداد على السحلب والشمر والينسون والحلبة، وهناك خلطة باسم "خلطة الشتاء"، وتكون عبارة عن "ينسون وشمر، وحبة البركة" ويطلبها الناس باستمرار لكونها الأكثر شعبية وتعطي الدفء للجسم، ويبلغ ثمنها 12.5 جنيه.
"الناس بتطلب مني أعشاب مخصوص علشان ألم العضم والتهابات المفاصل بسبب البرد".. روى الشاب الثلاثيني، أن الأشخاص يلجأون إليه لطلب نبات "حب الرشاد"، ويمكن شربها إما باللبن أو العصير، وتساعد في تسكين الالتهابات وعلاج الخشونة ويبلغ سعرها 7 جنيهات ونصف، لكل 125 جراما، بالإضافة إلى نبات "الحلتيت"، والذي يفيد في علاج مرض السكر بخفض نسبته في الدم ويبلغ سعر الكيلو 600 جنيه.
أما الحاج محمود أحمد، صاحب الـ60 عاما، فيبيع خلطة خاصة تدعى "حبكة البرد"، وهي عبارة عن "لبان دكر وتيليو وحبة البركة وعرقسوس"، ويبلغ سعره 40 جنيها، ومفعولها مضمون لتهدئة الكحة واحتقان الحلق وتوسيع الشعب، بحسب تصريحه، وتباع بـ"10 جنيهات".
"كل نبات بيعالج حاجة والزبون بيعرفني هو بيشتكي من إيه".. ذكر "محمود"، أن الأعشاب تعالج العديد من الأمراض، فـ"المرمرية" تساعد على خفض نسبة الدهون بالدم وتسليك الشرايين، و"حبة البركة" لعلاج انقباض الشعب الهوائية وتنظيم التنفس.
أما لتقوية الذاكرة والجسم بشكل عام، فينصح الحاج الستيني، بتناول "جنين القمح"، كما يذهب إليه الأهالي لطلب الأعشاب التي تعالج التهابات المسالك البولية وهي عبارة عن شوفان، مؤكدا أن الأعشاب لا يضر تناولها أبدا لأنها نباتات طبيعية تماما.
وعن آلام المعدة، فهناك "البردقوش"، كما يمكن تناول "خلطة المعدة"، وهي عبارة عن "كمون ونعناع ولبان دكر"، وفقا لقول "محمود".
من جانبه، أوضح الدكتور إياد محمد، طبيب الباطنة، في حديثه لـ"الوطن"، أن الأعشاب الطبيعية تساعد على علاج بعض الأمراض مثل التهابات الحلق والتهابات الشعب الهوائية، إلا أنها ليست علاجا بمفردها، إذ يتم تناولها مع العلاج في الحالات الشديدة مثل النزلات الشعبية وآلام الكلى.
وينصح "طبيب الباطنة"، بتناول السوائل الدافئة بشكل عام، إلا أنها ليست علاجا دائما وينبغي الحذر في التعامل معها وإبلاغ الطبيب أولا، إذ بعض الأعشاب قد تتعارض مع الأدوية، وبشكل عام فإن الينسون والشمر والكمون والنعناع من المهدئات ويستحب تناولها.
وأكد "إياد"، أنه لا ينبغي أن يأخذ الشخص أي شئ من نفسه، لأن ذلك قد يؤدي لتفاقم المرض الذي يشعر به، ولا ينخدع بالشفاء الوقتي والذي يدعى وهم "بلاسيبو"، وهو إيهام الشخص بمجرد تناوله للشيء بالراحة، وهو تأثير نفسي معروف، فعلى سبيل المثال ربما يشعر الشخص بآلام شديدة في المعدة فيصنفها العطار بأنها مجرد آلام في المعدة، ولكن الأمر قد يكون التهاب زائدة دودية ما يضر بالشخص.
تعليقات الفيسبوك