الكثير من الأمراض تتسلل إلى أجسادنا دون أن نشعر، بعضها يعلن عن نفسه في وقت لاحق وحينها قد يكون فات الأوان لتلقي العلاج، والبعض الآخر يرسل بعض العلامات لإنذارنا وإخطارنا بقدومه، فقط ما علينا سوى أن ننتبه لتلك العلامات جيداً حتى نستطيع التعامل مع ذلك المرض مبكراً.
من تلك الأمراض داء السكرى ، والذي قد تكون أعراضه غير واضحة في بعض الأحيان وهو الأمر الذي يجعلك لا تشعر بأهمية زيارة الطبيب للقيام بفحص طبي.
أحد الأعراض المحتملة لمرض السكري من النوع الثاني هي فقدان السمع، وهو مصطلح يستخدم لوصف العجز الجزئي أو الكلي لحاسة السمع، وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن فقدان السمع هو حالة شائعة جدًا عند الوصول لمرحلة الشيخوخة أو عند التعرض المستمر للضوضاء الصاخبة، إلا أن الأدلة أظهرت أن فقدان السمع شائع بشكل مضاعف لدى مرضى السكري من النوع الثاني وفقاً لبحث نشرته صحيفة "إكسبرس" البريطانية.
فبعد تحليل نتائج اختبارات السمع التي أُجريت على عينة تمثيلية من البالغين في سن العمل بالولايات المتحدة، وجد الباحثون أن المشاركين الذين يعانون من مرض السكري أو ما قبل السكري كانوا أكثر عرضة لفقدان السمع، على الأقل في قدرتهم على سماع النغمات المنخفضة إلى المتوسطة وعالية التردد مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري.
نتائج هذه الدراسة ثابتة حتى بعد حساب العوامل الرئيسية المعروفة للتأثير على السمع، مثل العمر والتعرض للضوضاء ومستوى الدخل واستخدام بعض الأدوية.
الدكتور محمد سعد حامد أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب عين شمس، أكد أن أعراض النوع الثاني من مرض السكري غالبا ما تتباين من مريض لأخر، وأن من أهمها جفاف الفم، كثرة التبول، تنميل الأطراف، واستغراق الجروح وقت أطول للشفاء، بالإضافة إلى الشعور بالجوع دائم وفقدان الوزن الملحوظ على الرغم من كثرة تناول المريض للطعام وغالبا أول الأعراض التي يشعر بها المريض هو فقدان الوزن.
وأضاف: "مضاعفات النوع الثاني من السكري تحدث من الوهلة الأولى من إصابة المريض به؛ و من هذه المضاعفات التهاب الأعصاب الطرفية، واضطراب الوظائف المتخصصة مثل حاسة الشم، التذوق، رؤية وسمع".
وأشار إلى أن اضطرابات السمع تظهر على هيئة "طنين" وهو زيادة الإحساس بالأصوات والشعور بقوة الصوت أو في حالة إصابة العصب بتلف كبير تقل الإشارات الصوتية من الأذن إلى المخ، وبالتالي يفقد المريض سمعه بسبب إصابة العصب الناقل لهذه الإشارات.
ونصح أستاذ الغدد الصماء والسكر، بالحيطة والانتباه عند الشعور بالاضطراب في السمع والاتزان واستشارة الطبيب المختص لأن نحو 80% من حالات النوع الثاني من مرض السكري يجري اكتشافها بالمصادفة بسبب كون أعراضها غير واضحة.
تعليقات الفيسبوك