وكأن معرض القاهرة الدولى للكتاب موجّه لقارئ ليس عربياً، قام بعض كتاب الروايات والكتب بالدعاية لإصداراتهم ذات العناوين الأجنبية، مما تسبّب فى حالة من الاستهجان والانتقاد، خصوصاً أن هدف المعرض هو إحياء روح الثقافة العربية والمصرية.
روايات عديدة أطلقها كتابها تحت عناوين مزدوجة، حيث مدون عليها الاسم باللغتين العربية والإنجليزية مثل «إنفرميريا»، «كونسيلر»، «ديجافو»، «إنجريدو»، «زارينا»، بينما اكتفى آخرون بالعنوان الإنجليزى، مثل «send nudes»، دون مراعاة طبيعة القراء، الذين يتوجهون إليهم، أو البيئة التى يعيشون بها.
هبة عبداللطيف، تشارك فى معرض الكتاب المقبل برواية «زارينا»، وبرّرت اختيارها للاسم غير المفهوم، بقولها: «العنوان مرتبط بأحداث الرواية، فهى تدور حول صراع ما بين عالم الجن والإنسان، وبالطبع كان منطقياً أن ألجأ إلى أسماء غريبة، حتى تكون مشوّقة للقارئ، ومتوافقة مع طبيعة الأحداث، ولمن لا يعرف زارينا، فهو اسم أميرة فارسية، واختياره للرواية لا يعنى مطلقاً عدم احترام اللغة العربية».
فى الوقت نفسه، ترى «هبة» أن كثيراً من الكتب يختار مؤلفوها عناوين إنجليزية وتكتب بالعربية، وهو أمر مستهجن وغير مقبول بالمرة: «معظم المؤلفين، خصوصاً الشباب يفعلون ذلك، كجزء من خطة الدعاية، باعتبار أن الاسم الغريب سيجذب القارئ، وسيدفعه للشراء، لمعرفة مضمون الكتاب».
فاروق جويدة: اللغة العربية تُهدر على أيدى هواة لا يقدّرون قيمتها
وعبّر الشاعر والكاتب فاروق جويدة عن حزنه لانتشار تلك النوعية من الكتب، التى تعتمد على عناوين إنجليزية، وتحاول جذب القارئ بشكل مختلف، وبطريقة يراها تدمر اللغة العربية تماماً.
«ما يحدث جزء من مأساة أكبر، وهى ضياع اللغة العربية شيئاً فشيئاً، حيث أصبحت غريبة بين أهلها، وسبق أن كتبنا وتناولنا هذه القضية مرات عديدة، ولم يسمع لنا أحد، فمعظم المنتجات الأدبية والثقافية، مثل المسلسلات والأفلام صارت تكتب عناوينها باللغة الإنجليزية، بل إن التعليم نفسه صارت فيه اللغات الأجنبية مقدّمة على اللغة العربية بشكل غير مقبول، ومن أجل ذلك نقول إن لغتنا العربية تضيع وتُهدر أمام أعيننا، وفى حاجة لمن ينقذها من براثن هؤلاء الهواة، الذين لا يقدّرون قيمتها»، حسب «جويدة».
تعليقات الفيسبوك