اكتشف علماء فلك أن الفسفور، وهو مادة كيميائية تحتاجها جميع الكائنات الحية على الأرض، ويعتبر أصلا للحياة، جاء إلى الكوكب على ظهر مذنب قبل 4 مليارات سنة.
وتتبع العلماء خلال دراستهم، التي نُشرت في مجلة الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية، رحلة هذه المادة الكيميائية من إنشائها في مناطق الفضاء المكونة للنجوم ووصولها في نهاية المطاف على الأرض حيث ساعدت في بدء الحياة، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
درس فريق دولي من علماء الفلك المناطق التي تشكل النجوم والمذنبات حول كوكب المشترين، ووجدوا أن الفوسفور يتم إحكام الغلق عليه داخل الغبار الذي يتحول في النهاية إلى مذنبات، وأصاب أحدها الأرض منذ مليارات من السنين، مما جلب هذه المادة الكيميائية إلى الكوكب.
يستخدم الفوسفور في الجسم لصنع الفوسفات الكيميائي، المهم جدا في تكوين أغشية الخلايا والعضلات والأعصاب والعظام، كما أنه يمثل العمود الفقري للحمض النووي.
وقال فيكتور ريفيلا، الباحث الرئيسي في الدراسة: "ظهرت الحياة على الأرض منذ نحو 4 مليارات عام، لكننا لا نزال لا نعرف العمليات التي جعلت ذلك ممكنًا".
لاكتشاف ذلك، استخدم فريق دولي من علماء الفلك مجموعة من التلسكوبات في شيلي تسمى مجموعة Atacama Large Millimeter Submillimeter Array (Alma).
درسوا منطقة معينة حيث يتم فيها تشكيل النجوم، لمعرفة ما إذا كان يمكن العثور على أصول المادة الكيميائية، واكتشف الفريق أنه عندما تتشكل النجوم الضخمة، فإنها تفتح التجاويف في السحب المحيطة بين النجوم، من الغاز والغبار، حيث يتم إنشاء مركبات قائمة على الفسفور.
بعد ذلك، درس علماء الفلك بيانات من مسبار وكالة الفضاء الأوروبية "روزيتا"، الذي تم إطلاقه عام 2004 لدراسة المذنب 67P، ووجدوا أدلة على أول أكسيد الفوسفور.
وأشار الدكتور ريفيلا إلى أن النتائج سمحت لهم بتتبع رحلة الفسفور من المناطق التي تتشكل فيها النجوم إلى المذنبات ثم إلى الكواكب من خلال ضربات المذنبات.
يعتقد علماء الفلك أنه عندما تنهار جدران التجويف في السحب بين النجوم لتشكل نجمًا، يمكن أن يُحاصر أول أكسيد الفسفور في حبيبات الغبار الجليدية التي تبقى حول النجم الجديد، وتتجمع حبيبات الغبار هذه تدريجياً لتشكيل الحصى والصخور والمذنبات في النهاية، والتي تصبح بعد ذلك ناقلة لأكسيد الفوسفور.
وأكد كاثرين التفيج من جامعة برن في سويسرا ومؤلف الدراسة "الفوسفور ضروري للحياة كما نعرفها، ونظرًا لأن المذنبات نقلت على الأرجح كميات كبيرة من المركبات العضوية إلى الأرض، فإن أول أكسيد الفسفور الموجود في المذنب 67P قد يعزز العلاقة بين المذنبات والحياة على الأرض".
تعليقات الفيسبوك