عصام الحضري
كثيرًا ما أنجبت كرة القدم لاعبين على مستوى عال، منهم صاحب المهارات الخاطفة للعين، ومنهم الهداف بالفطرة، وغيرهم المدافع القوي، ولكنها دائمًا ما تفتقر لعنصر من أهم مقومات اللعبة، وهو حارس المرمى، ذلك المركز الذي قلما ملأ فراغه اسم بارز، لذا تتذكر جماهير كرة القدم جيدًا الحراس الموهوبين، لأنهم عملة نادرة، وتسعى الأندية دائمًا لخطفهم.
عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، كان أحد تلك الأسماء العظيمة التي مرت على حراسة المرمى، بتحقيقه إنجازت تاريخية على المستوى المحلي والقاري، وتصدياته الأسطورية.
أقوى مهاجمو أفريقيا تحدثوا عن مواجهتم لـ"السد العالي"، حيث قال عنه ديديه دروجبا نجم تشيلسي ومنتخب ساحل العاج السابق، إنه "حارس عملاق واستطاع إيقافنا"، فيما أثنى صامويل إيتو قائد منتخب الكاميرون السابق على تصدياته الفارقة خلال مواجهاته للفراعنة، وتحل اليوم ذكرى ميلاد "الحضري" الـ47.
لم تكمن براعة "الحضري" في تصدياته فقط، بل كان له نصيب من إحراز الأهداف أيضًا، حيث شهد سجل الحضري هدفين خلال مسيرته الكروية التي حصل خلالها على 38 لقبًا.
الهدف الأول لعصام الحضري كان في مرمى فريق كايزر تشيفز خلال مباراة السوبر الأفريقي، يوم 15 مارس عام 2002، حيث أطلق صاروخا من ضربة حرة غير مباشرة في الدقيقة 64، ارتد من القائم لجسد الحارس الذي كان يهم بالعودة إلى مرماه فسكنت الشباك، معلنة الهدف الثالث ودخول الحضري سجل الحراس الهدافين بعد هذا الهدف، لينطلق المعلق الراحل محمود بكر قائلًا: "من قدام منطقة الـ18.. ضحك على الدنيا كلها".
بعد 17 عاما من صيام الحضري التهديفي، عاد لكتابة التاريخ مرة أخرى، من خلال هدف أحرزه العام الماضي مع فريق التعاون السعودي، خلال بطولة الدوري العام، حينما سجل الهدف الرابع لفريقه في مرمى نادي الاتفاق من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة التي جمعت بينهما في الدوري.
تعليقات الفيسبوك