اهتم "سايروس تيد" Cyrus Teed طوال عمره بأسرار الكون والحياة، وهذا دفعه لدراسة العلوم باختلاف موضوعاتها، إضافة لعمله أستاذا للفيزياء، إلا أنه يبدو أن العلوم الحديثة المعتمدة على القياسات المادية المحسوسة لم تروي ظمأ "سايروس" للمعرفة، فاتجه بعد ذلك لدراسة السيمياء والفلسفة والأديان.
أثناء عمل "سايروس" في مختبره بمدينة "نيويورك" الأمريكية، سنة 1869، تعرض لصعقة كهربائية شديدة، تسببت في فقدانه للوعي، وقد ادعى "سايروس" في كتاباته أنه في فترة غيابه عن الوعي، زارته روح مقدسة، تبدو كامرأة جميلة يشع منها النور، وقالت له إنه "تم اختياره لينقذ البشرية وينشئ دينا جديدا"، وعندما أفاق "سايروس" من غيبوبته، ذهب وقام بتغيير اسمه رسميا، من "سايروس" إلى "قوروش" (Koresh)، وفقا لما نشره موقع "List Verse" الإلكتروني.
أنشأ "سايروس"، أو "قوروش" كما سمى نفسه، مذهبا دينيا جديدا، سماه القوروشية أو (Koreshanity)، كما كون اتحادا يضم جميع المؤمنين بهذه الديانة الجديدة، وقاد أتباعه ومريديه إلى ولاية فلوريدا، حيث أنشأ المدينة القوروشية، التي كان يخطط لأن تكون هي المدينة الفاضلة، أو يوتوبيا (Utopia).
كما توقع الجميع، فشلت جهود "سايروس" لإنقاذ البشرية، وتناقص عدد أتباعه، خاصة بعد موته، إلى أربعة أتباع فقط، حتى تم تسليم الأرض التي قامت فوقها مدينة "قوروش" لحكومة ولاية فلوريدا، حيث تم تحويل الموقع إلى مكان ثقافي سياحي.
على الرغم من إثارة "سايروس" الجدل أثناء حياته بآرائه وديانته الجديدة، فإنه هذه الإثارة لم تتوقف فعليا بعد موته، فهناك كثير من الروايات التي تحكي عن ظهور شبح "سايروس" وأشباح اتباعه في موقع مدينتهم الفاضلة، وعلى الرغم من اتفاق الجميع أن هذه الاشباح لا تحاول إيذاء من يراها، فإن كثيرين ممن رأوا تلك الأشباح حكوا عن تغييرات في احساسهم بالمكان والزمان، كما يحكي كثيرين عن هبوب الرياح بشكل مفاجئ وقوي، وسماع الناس لأصوات غريبة أثناء هبوب تلك الرياح، تهمس بكلمات غير مفهومة، يقال إنها من التعاليم التي كان "قوروش" يعلمها لأتباعه، وأن أتباعه يحاولون نقلها للأحياء من زوار المكان.
تعليقات الفيسبوك