كأول ظواهر الخسوف والكسوف بعام 2020، تشهد سماء مصر، مساء اليوم، "خسوف القمر"، إذ يمر القمر خلال شبه ظل الأرض، فيظلم ضوؤه قليلا، ولكنه لا يختفي تمامًا، وذلك بدءا من السابعة و15 دقيقة مساء، ثم يصل إلى أقصى إعتام لقرص القمر في حدود التاسعة و15 دقيقة مساء الليلة، ويتحرر القمر وينسلخ من ظل الأرض تماما في الحادية عشر و15 دقيقة تقريبا.
وأوضح الدكتور محمد غريب، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن هذا الخسوف لا يُمكن رؤيته بالعين المجردة، ويُمكن رؤيته من خلال التليسكوبات في مصر وفي المنطقة العربية، وكذلك في المناطق التي يظهر فيها القمرعند حدوث الخسوف.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، ما كان يفعله رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقت حدوث الظواهر الفلكية سواء كسوف الشمس أو خسوف القمر، عبر موقعها الإلكتروني.

الصلاة وقت خسوف القمر
وذكرت دار الإفتاء، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال في الحديث المتفق عليه، من حديث عائشة رضي الله عنها: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا»، فأمر بالصلاة لهما أمرًا واحدًا، وعن ابن عباس، أنه صلى بأهل البصرة في خسوف القمر ركعتين، وقال: "إنما صليت لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي"، ولأنه أحد الكسوفين، فأشبه كسوف الشمس، ويسن فعلها جماعة وفرادى.
كيف يُنَادَى لصلاتي الكسوف والخسوف؟
والآذان مشروع للصلوات المفروضة فقط، بغير خلاف للإعلام بوقتها؛ لأنها مخصصة بوقت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم، عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»، فخصَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآذان بحضور الصلاة المكتوبة، ولا يؤذن لصلاة الجنازة ولا للنوافل، ومما ورد في ذلك ما في مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العيد غير مرة، ولا مرتين بغير آذان ولا إقامة".
قال الإمام النووي في "المجموع": [فالآذان والإقامة مشروعان للصلوات الخمس بالنصوص الصحيحة والإجماع، ولا يشرع الآذان ولا الإقامة لغير الخمس بلا خلاف؛ سواء كانت منذورة أو جنازة أو سنة، وسواء سن لها الجماعة كالعيدين والكسوفين والاستسقاء أم لا كالضحى].

وأما صلاة الكسوف والخسوف: فإنه ينادى لها بـ"الصلاة جامعة"؛ لما جاء في "الصحيحين" من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: "لما كَسَفَتِ الشمس على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم، نُودِيَ: إِن الصلاةَ جامعة"، قال الإمام الشافعي في "الأم": [وأحب أن يأمر الإمام المؤذن أن يقول في الأعياد، وما جمع الناس من الصلاة: الصلاة جامعة] .
وقال شيخ الإسلام، زكريا الأنصاري الشافعي، في "أسنى المطالب شرح روض الطالب": [وينادى لجماعة صلاة العيدين والكسوفين (الصلاة جامعة)؛ لوروده في "الصحيحين" في كسوف الشمس، وقيس به الباقي].
وقال العلامة المرداوي الحنبلي، في "الإنصاف" [الرابعة: الصحيح من المذهب أنه ينادي للكسوف بقوله: الصلاة جامعة].
وقال الإمام ابن قدامة، في "المغني": [يسن أن ينادى للكسوف: الصلاة جامعة؛ لما روي عن عبدالله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: "لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، نُودِيَ: إِنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ"، ولا يسن لها آذان ولا إقامة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صلاها بغير آذان ولا إقامة، ولأنها من غير الصلوات الخمس، فأشبهت سائر النوافل].
قال العلامة البهوتي الحنبلي، في "كشاف القناع عن متن الإقناع": [وينادى لعيد وكسوف واستسقاء: (الصلاة جامعة)، قال في الفروع: وينادى لكسوف؛ لأنه في "الصحيحين"].
وبناءً عليه، فإن صلاتي الكسوف والخسوف يُصَلَّيَان جماعةً، وينادى لهما بـ"الصلاة جامعة"، ولا ينادى لها بالآذان؛ فإن الآذان للصلوات المكتوبة فقط.
تعليقات الفيسبوك