منذ أكثر من 25 عامًا يقف علي محمود بعربته البسيطة يصنع حمص الشام في الليالي الباردة بداية من الصباح الباكر حتى أواخر الليل، كونها من الأطعمة التي يُفضل المارة تناولها للشعور بالدفء سواء قبل الذهاب للعمل أو الجامعة وغيره أو أثناء العودة ليلا إلى منازلهم في فصل الشتاء.
ورغم أن مشروب حمص الشام يسهل عمله في المنزل إلا أن خلطة عم علي من الليمون والشطة والكمون وبعض التوابل الخاصة به تختلف عن طريقة البيت بحسب وصف عدد من المارة في منطقة السيدة زينب.
اختلاف علي، الرجل الستيني لم يقتصر فقط على طريقة عمله لحمص الشام أو "الحلبسة" كما يطلق عليها ولكنه اعتاد على عادة يفعلها كل عام من بداية رأس السنة أي العام الجديد حتى يوم 7 يناير أي يوم عيد الميلاد وهي أنه يوزع على شارع منطقته بالسيدة زينب حمص الشام مجاني: "بلم شمل المسلمين والمسيحين" بحسب قوله لـ "الوطن".
حبه لمنطقته وأهلها، جعله لا يبالي التكاليف أو الخسارة التي ربما تقع عليه بسبب مصاريف حمص الشام وعدد الطلبات التي يوزعها منذ بداية العام الجديدة وحتى الثلاثاء المقبل، قائلا: "مش مهم الفلوس، الرزق من عند ربنا المهم الفرحة اللي بشوفها في عيونهم وبعدين مش هما دول برده سبب رزقي طول العام هيحصل إيه يعني لما انشر سعادة وتفاؤل وافرحهم".
"ياريت أي حد بيبيع حاجة في منطقته بليلة ولا سحلب ولا أي حاجة يوزع على أهل حتته".. نصيحة "علي" لزملائه من الباعة، موضحا أن ليس شرط أن يخصصوا أكثر من يوم لتوزيع منتجاتهم ولكن يمكن تخصيص يوم واحدا: "فرحة الناس بالدنيا والله وثواب كبير".
تعليقات الفيسبوك