فيما يمكن أن يعد مثالا على سوء الحظ الذي يقابل بعض اللصوص أثناء تنفيذ عملياتهم، تعرض لصان بمدينة إنجليزية لمفاجئة "كريهة"، أثناء محاولتهم سرقة مستودع تابع لمركز طبي مهجور.
أغلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (National Health Services) منشأة طبية في مدينة "نورث تاينسايد" بمقاطعة "تاير وير" الإنجليزية منذ عام تقريبا، وبقي المركز الطبي مهجورا طوال هذه المدة، مما أوحى لـ"باري واطسون" و"جامي بولارد" بفكرة تجربة حظهم والتسلل إلى المركز، لربما عثرا على بعض العقاقير الطبية أو الأجهزة والأدوات الطبية المهملة، بحسب ما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.
تسلل اللصان للمبنى مرتين في يومين متتاليين، تمكنا في المرة الأولى من الهرب من حارس المبنى، الذي رآهما على شاشة المراقبة بحجرة الأمن، أخذا معهما كميات كبيرة من العقاقير، وعادا في اليوم التالي، رغبة في الحصول على المزيد، إلا أن رجال الشرطة كانوا في انتظارهما، حيث ألقوا القبض على أحد اللصين داخل المبنى، بينما تم القبض على الآخر في شارع قريب من المركز، بعد مطاردة من قوات الشرطة.
اللصان فتشا في كميات كبيرة من الأكياس المختلطة، التي كان بعضها يحتوي على عقاقير مخزنة والبعض الآخر على بقايا من العمليات الجراحية وحفاظات مستعملة للأطفال وكبار السن، وعلى الرغم من الرائحة الكريهة للمكان، إلا انهما أصرا على التفتيش في أكثر من مكان عن أكبر كمية ممكنة من العقاقير، ما رفع من احتمالات تعرضهما لعدوى خطيرة.
كلا المجرمين ظهر عليهما آثار السكر وتعاطي المخدرات، وتم نقلهما إلى مركز لمكافحة السموم، حيث خضعا لعمليات تطهير مكثفة، لضمان التخلص من أي بكتيريا أو فطريات أو فيروسات انتقلت إليهما عن طريق البقايا الطبية المتعفنة، ثم تم نقلهما مرة أخرى إلى المستشفى، ليخضعا لتحاليل وفحوصات طبية شاملة، ولإبقائهما تحت الملاحظة لفترة، حتى يطمئن الأطباء لعدم ظهور أي أعراض تدل على إصابتهما بأمراض خطيرة معدية.
أثناء محاكمتهما، قال المحامي المترافع عنهما أنهما توجها إلى طريق الجريمة لمواجهة الحياة والمجتمع القاسي، بعد فشلهما في العثور على عمل وسقوطهما في دوامة إدمان المخدرات والكحوليات، وأعلن أنهم يتعهدان بالاستقامة والرجوع عن طريق الجريمة، وقد حكم عليهما القاضي بالخضوع للرقابة والالتزام بالخدمة المجتمعية لمدة 18 شهرًا، نظرًا لحالتهما الصحية وظروفهما المعيشية.
تعليقات الفيسبوك