تتميز منطقة "أبو النحاس"، بالشعاب المرجانية المميتة، والتي مثلت خطرًا قاتلًا على السفن في أوقات سابقة، حتى عرفت بأنها مقبرة السفن، ولم يتمكن الباحثون من إحصاء عدد السفن التي غرقت بها، ويقال إن عددها يصل إلى 7 سفن ضخمة.
تقع منطقة شعاب أبو نحاس، على ما يقرب من 35 كيلو متر، غرب جزيرة شدوان، والمواجهة لمدينة الغردقة، وتبدوا مثلثة الشكل كمثلث برمودا، وهي منطقة هادئة منعدمة الدومات المائية القاتلة، وتقع في ممر مائي.
وتحوى أذرع من الشعاب، لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، رغم أنها تتواجد في ممرات السفن نفسها، واستقرت في قاعها العديد من السفن الحربية والتجارية الضخمة، وما جرى حصره فعليا، السفينة "إس إس كارناتيك"، والتي غرقت في عام 1896، والسفينة "كيمون إم"، والتي غرقت عام 1978، والسفينة "أولدن"، التي غرقت عام 1987، والسفينة "تشريسكولا كيه"، وغرقت عام 1981، والسفينة "غيانيس دي"، وغرقت عام 1983، بالإضافة إلى السفينة "سيسل الجورم"، البريطانية التى أغرقها الألمان فى الحرب العالمية الثانية عام 1941.
يقول أحمد بيجو مدرب وصاحب مركز غطس، رغم وجود عشرين موقعًا للسفن الغارقة والمُحطمة، إلا أن منطقة شعاب أبو النحاس، جذبت تلك المنطقة، محبي رياضة الغوص والاستكشاف حول العالم، حيث إنها المنطقة الوحيدة التي تحوي حطام سفن عملاقة، بعضها يقع على عمق أكثر من 30 مترا، والسفن كانت محملة إحداها بالبلاط والسيراميك والأخشاب، الذي ما زال موجود حتى الآن في القاع.
وأشار بيجو ، إلى أن السفينة الغارقة، "سيسل الجورم"، البريطانية التى أغرقها الألمان فى الحرب العالمية الثانية، عام 1941.
تعد متحفا مفتوحا للأحياء المائية والأسماك الملونة والشعاب المرجانية، فضلا عن احتوائها على عشرات القطع من معدات الحرب العالمية الثانية، من السيارات والموتوسيكلات الحربية، ويعتبر موقعها من أهم مواقع الغوص السياحي في المحافظة، حيث يزورها آلاف الغواصين سنويا.
اعتبرها الغواصون "المنطقة النحس على السفن".. بتلك العبارة يصف الغواصون والصيادون تلك المنطقة، حتى أنهم يؤكدون أن نحسها الذي يلازم السفن ألتصق باسمها، لذلك عُرفت بـ"أبو نحاس"، وتردد إلى وجود جن يجذب السفن للقاع، إلا أن حسن الطيب الخبير البحري ورئيس جمعية الإنقاذ البحري السابق، رفض تلك النغمة وحذر من الانسياق وراء الشائعات وبرر غرق السفن لكثرة الشعاب غير المرئية والتي تقع في ممر المائي للسفن.
ورغم أن البعض يؤكد أن اسمها اكتسبته من غرق أحد السفن المحملة بمعدن النحاس، وكما هي العادة، فلكل سفينة غارقة في "أبو نحاس" قصة وحكاية، وبلد منشأ وحمولة، تختلف عن الأخرى، وإن كانت جميعها تشترك في سبب الغرق، وهو "شعاب أبو نحاس".
واكد دكتور أبو الحجاج نصير رئيس جهاز البيئة بالبحر الأحمر أن حطام السفن تمتلكها هيئة المواني البحرية، وتسعى وزارة البيئة للحفاظ علي الحطام في ذلك الموقع، لأن وجودها في القاع يساعد على تخفيف الضغط على البيئة الطبيعية للشعاب المرجانية.
تعليقات الفيسبوك