مكتف بذاته، سريع النمو، صديق للبيئة، تقوم عليه آلاف الصناعات، جمعته صدفة به، فلم يكن يعرف أن مصر بها نبات البامبو، وبعد تغيرات عدة طرأت بحياته، قرر أن يلحق بها تغييرًا جذريا، فترك عمله وسافر للساحل الشمالي، ليبدأ مشروع فشل في غضون 3 شهور، لكنه كان سببًا في أن تطرأ لباله فكرة مشروع يدور حول نبات البامبو، لتبدع يديه، التي لم تكن سوى يد إداري بشركة ملابس، منتجات يدوية متنوعة، سافرت تمثل مصر في معارض دولية، وتطورت الورشة لتضم فريق عمل، يزرع البامبو ويعالجه ويتفنن في خطوط صناعته.
قصة نجاح بدأت من الصفر وأصبح يزرع ويصمم ويشارك في معارض دولية
هيثم صلاح، الذي حول انفصاله من أزمة إلى اكتشاف موهبة دفينة، أصبحت عمله ومشروع حياته، فمنذ 13 عاما، بعد أن قرر السفر من القاهرة إلى الساحل الشمالي ليفتتح مطعم على الطراز السوداني، نسبة إلى جذوره، إلا أن المشروع فشل سريعا، فبدأ يفكر في سيقان البامبو التي استخدمها في ديكور المطعم بطريقة أخرى.
حيث قال صلاح في حواره مع "الوطن": "أول مرة أشوفها كنت ماشي في الشارع ولقيت راجل بيبعها خضراء ولأنها مناسبة لاستايل المطعم عملت الديكور".
هيثم: البامبو صحي وصديق للبيئة ومعدل النمو عالي يُزرع مرة في العمر
ويروي هيثم، أنه عاد للقاهرة للاعتناء بوالده طوال فترة مرضه وبعد وفاته، قرر أن يتجه للعمل اليدوي، فأحضر البامبو وبدأ رحلة 9 أشهر يتعرف عليه ويراقبه، وبين حين وآخر يحاول أن ينفذ تصميما في خياله، تارة تنجح المحاولات وتارة تبوء بالفشل، لكنه يتعلم في كل مرة.
وتابع: "فضلت 9 شهور بروح الورشة أقفلها على نفسي من الساعة 8 الصبح لحد 12 بالليل وأراقب السوس اللي بيطلع وأدور على طرق علاجه، صعب عليا جدا إن حد يشتري حاجة مني وتبوظ عنده".
من البامبو.. هيثم ينفذ تصميمات فنية وأدوات مطبخ
"فواحات ووحدات إضاءة وقطع ديكورية وأدوات مطبخ وأكسسورات" هي بعض المنتجات التي استطاع هيثم أن ينتجها من البامبو في رحلة بدأها منذ 13 عامًا، حيث يصف بدايتها بالصعبة، لكن بحسبه: "كل ماتشتغل وتتعب ربنا بيكرمك ويزيدك"، تعلم خلالها فنون التجفيف والمعالجة والحفر والنحت والدهان، مستفيدا من خبرات الناس حوله، معلقا: "كنت بروح اسأل عن الدهانات وعن الخامات في الورش اللي جنبي وأجرب".
زاد شغف هيثم بالبامبو فقرأ عنه الكثير، وأصبح مهنته التي تفرغ لها، حتى صار لديه فريق عمل لا يزيد عن 10، كل شخص ينفذ مهمته الخاصة أو مرحلة معينة، ويتعلم منهم ويتعلمون منه في تجربة حرف يدوية جديدة على مصر، وقرر أن يبدأ زراعته في مساحات هي محدودة ولكنها تكفي لاحتياجاته الحالية.
وأضاف: "البامبو مرعوف برة أنه الذهب الأخضر، صحي في كل الصناعات سواء منسوجات أو موبيليا أو أدوات مطبخ أو حتى أكل وتمتص ثاني أكسيد الكربون ويطلع أكسجين أكثر من أي شجر ويتزرع مرة واحدة في العمر وكل سنة الأرض انتاجها يزيد".
يرفع هيثم شعار "BE BAMBOO 2020" لرفع الوعي بالنبات بين الشعب المصري، سواء في استخدام منتجات تعتمد عليه أو زراعته، فقرر أن يكتفي بهامش ربح ضئيل يضمن استمرار العمل، متمنيا أن تتبنى الحكومة المصرية مشروعات لزراعة البامبو وصناعاته المتعددة، قائلا: "جو مصر ينفع وممكن يدخل مع خامات كثيرة يعمل منتجات حلوة شكلًا ومضمونًا".
تعليقات الفيسبوك