انطلق منذ قليل، عام 2020، والذي يعتبره الكثيرون بداية العقد الجديد، وهو الأمر الذي ظهر في إحصائيات واستفتاءات الأفضل والأسوأ في العقد، إلا أن جدالًا من نوع ما ظهر حول البداية الحقيقية للعقد، وهل هي 1 يناير 2020، أم بعدها بعام في 1 يناير 2021.
في تقريرها، حاولت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، حيث قال جيف تشيستر، عالم فلك ومسؤول عن الشؤون العامة في المرصد الأمريكي الذي يدير ساعة البلاد الرئيسية، إنه في عام 1999، وقع الناس في خلاف عندما بدأت الألفية الجديدة، حيث كان موقف الوكالة هو أن الألفية الجديدة بدأت في 1 يناير 2001، حيث يستخدم المرصد تعديلًا لتاريخ جوليان لقياس الوقت، والذي يستخدمه أيضًا علماء الفلك والجيولوجيين، الذين يدرسون حجم الأرض "يبدأ تاريخ جوليان الأصلي في 1 يناير عام 4713 قبل الميلاد"، وهو ما يعني أن العقد الجديد يبدأ في 1 يناير 2021.
الأمر ليس بهذه السهولة، ففي عام 525 أراد راهب تحديد تاريخ عيد الفصح، لذا ابتكر نظامًا للتقويم يسمى "بعد الميلاد"، أي بعد ميلاد المسيح، بناءً على التاريخ الذي اعتقد فيه أن يسوع المسيح قد ولد فيه، وهو النظام الذي يحمل خلل واحد، حسب تشيستر، فتحديد تاريخ ميلاد يسوع بالسنة الأولى وليس السنة صفر، حدثت فجوة زمنية، بما يعني أن السنة التي تسبق السنة الأولى بعد الميلاد هي عام واحد قبل الميلاد.
تقويم جوليان المعدل يبدأ العقد من رقم 1 والاستخدام الشعبي يبدأه من صفر
وبسبب تلك الفجوة، أصر الكثيرون على أن الألفية الجديدة بدأت في أول يناير 2000، وهو الأمر الذي تمت مناقشته على نطاق واسع في بداية الألفية، ويقول عنه تشستر "إنها واحدة من تلك الأشياء التي لا ترضي فيها الأرقام الجميع".
ماك لو، المنسق في قسم الفيزياء الفلكية في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي قال لـ"نيويورك تايمز" إن تعريف العقد لا يخضع لإرشادات قانونية، حيث توجد طريقتان مختلفتان لتحديد العقود، أولهما تاريخ جوليان المعدل، الذي يجعل بداية العقد يوم 1 يناير 2020.
الطريقة الثانية هي تعيين عقود من خلال المؤتمرات والاستخدام الشعبي، حيث يقول معظم الناس أن الخمسينيات انتقلت من 1950 إلى 1959، فالناس يعملون بلغة أكثر من مجرد أرقام، ويريدون يريدون إجابات بسيطة وتبدو منطقية، وهو ما وافق عليه تشيستر بقوله: "لا يوجد مطلق".
ووفقًا لـ"سي إن إن"، فمن الأكثر إرضاءً للجماهير الاحتفال بمناسبات كبيرة مثل بداية عقد جديد في عام زوجي، وهي ظاهرة يطلق عليها علماء النفس "تحيز الأرقام المستديرة"، كما يقول كونستانتين بيكوس، رئيس تحرير TimeandDate.com، إن كلا التعريفين لموعد بدء العقد الجديد صحيحان، ولا حاجة لإلغاء حفلة نهاية العقد.
واستندت CNN إلى مقال كتبه بيكوس كذلك عن بداية القرن الحادي والعشرين، أكد فيه أن عدد السنوات ليس سوى تلفيق عشوائي، يعتمد في نهاية المطاف على الأفكار والحماس الديني لرهبان من القرن السادس، ويستند إلى تاريخ يعتقد العلماء الآن أنه خاطئ.
وما هو أكثر من ذلك، حسب بيكوس، اعتمد التقويم على حدث ديني، ولادة يسوع، الذي لا يفتقر إلى الأهمية الفلكية فحسب، بل يستند أيضًا إلى العلم الديني، وهو على هذا النحو، تقدير تقريبي في أحسن الأحوال، لذا فالوقت هو وهم.
تعليقات الفيسبوك