الأيام تمضى سريعاً عام ينتهى وآخر يبدأ، ومع نهاية كل عام يحاول كل منا رصد إنجازته التى قد تكون مرضية أو على غير مايرام بسبب الإخفاقات التى تواجه أصحابها، لكن بالتخطط والترتيب تتحقق الأمانى، وهو مافعله عبدالرحمن الخولى، طالب الهندسة الذى أنهى عام 2019 نهاية سعيدة بقراءته 83 كتابا و47 بحث علميا فى شتى مجالات المعرفة، وضعته على البداية الصحيحة لطريق الثقافة، ومازال يطمع فى المزيد.
"مش عارف إيه بيدور حولى"، جملة حولت مسار حياة "الخولى" الطالب بكلية الهندسة، من الجهل إلى المعرفة ودفعته للقراء فى شتى مجالات المعرفة، فضلاً عن الأبحاث العلمية، فقبل نهاية عام 2018 كانت علاقته بالقراءة تقتصر على استطلاع المواد الدراسية والمذاكرة فقط، لكن الحظ قاده لقراءة كتابى "استخدم عقلك" لتوني بوزان، و"مدمن توتر" لهايدي هانا، اللذان دفعاه إلى الاستمرار فى القراءة.
فكانت البداية مع كتب الهندسة ثم التنمية البشرية وعلم النفس مروراً بعلوم الإدارة والبيزنس والطب، ورغم صعوبة البداية، لكن الاستمرار ربما يكون أصعب، فحتى لا يفشل الشاب العشرينى فى المداومة على القراءة، قرر أن يتحدى نفسه باختياره كتبا محببة إليه ويلتزم بعدد معين من الصفحات يقراءه يومياً، في الوقت الضائع بين المحاضرات وفواصل الشغل، حيث يصطحب الكتب معه فى كل مكان حسب قوله لـ"الوطن"، "دايماً ماشى بكتاب فى شنطى وحرفياً المواصلات هى أكتر وقت ومكان قرأت فيه".
عام واحد مضى من خطوات "الخولى"، فى سكة القراءة تبدل حاله فيه من شخص لديه أدنى حد من المعرفة إلى شاب مثقف مضيفاً، "قبل ما أقرا كنت عامل زى اللى ماشى فى صحراء عطشان والمياه حوليه لكن مش عارف يوصلها.. كنت جاهل بكل حاجة"، فأصبح مطلعاً على أبحاث وعلوم فى عدة مجالات شتى وواجه الملل بشجاعة الإصرار إلى أن تحول الموضوع بالنسبة له إلى هواية "القراءة علمتني أسأل دا ليه وعشان إيه وإيه السبب وخلت عندى نوع من الرضا وفضول صعب إشباعه".
اعتاد "عبد الرحمن" على تنظيم يومه بشكل يساعده على التفوق في دراسته ومواصلة عمله والقراءة فضلاً عن الجانب الاجتماعي الذى يقضيه مع أسرته وأصدقائه "عايش حياتي عادى باكل واشرب واصلى واتفسح وتقديراتي جيد جدا وامتياز"، لكنه يحرص على تخصيص وقت لنفسه يعكف فيه على المذاكرة والقراءة "من الساعة 8 بالليل لحد 1 الوقت ده بتاعي أنا بس" فيستيقظ مبكراً استعداً للسفر من طنطا إلى القاهرة مقر دراسته وعمله "بجهز المطلوب للكلية وأخد معاي كتاب أقرأه في الطريق عشان المواصلات 3 ساعت بكون قرأت فيهم 120 صفحة".
وحتى لا يترك نفسه فريسه للأهواء الشخصية يتعمد 4 خطط موزعة بشكل يومى واسبوعي وشهري وسنوي وشهرية محاولاً تحقيق هدفه "كنت عامل تارجت قراءة 50 كتاب خلال 2019 وربنا كرمني وخلصت أكتر"، كما أن طبيعة دراسته تساعده على ذلك "بروح الكلية يوم واحد فى الاسبوع" وهو ما يجعله محافظ على معدل قراءة ثابت "بخلص فى الاسبوع من كتاب لاتنين حسب الحجم والأبحاث بقسمها جزء خاص بالكلية وجزء باعتمد عليه في الفيديوهات اللي بقدمها".
القراءة عند الطالب الجامعي، عبدالرحمن الخولى، الذى يتمنى أن يصبح واحداً من أكثر الكتاب المؤثرين حول العالم، لم تتوقف عند حد الاطلاع على المجهول واكتساب المعرفة، لكنه قرر أن يفيد غيره بما يطلع عليه فقام بتحويل المعلومات التى يكتسبها من الكتب إلى مقاطع فيديو مفيدة من خلال قناته "10_Min_Sciences عشر دقايق علوم"، التى دشنها عبر "يوتيوب" ويقوم فيها بتدوين مقالات، "عايز افيد الناس اللى ماعندهاش وقت تقرأ"
نهم "عبدالرحمن"، وفضوله بالقراءة زرع فيه الاهتمام بالأبحاث العلمية، كما يتمنى أن يصبح أستاذاً جامعياً بكلية الهندسة، حتى يتسنى له تحويل الاستفادة من القراءة بشكل علمى، ويعكف حالياً على إصدار كتاب علمى بطريقة مبسطة يشرح فيه ظواهرموجودة ويستعد لطرحه فى معرض القاهرة 2021، فضلاً عن ديوان شعر صدر له فى العام الماضى.
تعليقات الفيسبوك