شهدت سماء مصر في عام 2019 العديد من الظواهر الفلكية، وهي أحداث حظيت باهتمام كبير بين المختصين وعُشّاق علم الفلك، الذين نصبوا أعينهم نحو السماء لمشاهدة "تقابل المشترى" وكوكب "زحل" وهو يألق قبل الوصول لأقرب نقطة من كوكبنا "الأرض".
واستعرض الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق في المعهد القومي للبحوث الفلكية وأستاذ الفلك بالمعهد، أبرز تلك الظواهر في حديث مع «الوطن».
• يناير.. 3 ظواهر
ظهر أول قمر في العام الجديد خلال الأسبوع الأول من شهر يناير، وهو موعد ذو أهمية بالنسبة للفلكيين؛ نظراً لأنّه الوقت الأفضل لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات ومجموعات النجوم البعيدة.
في الوقت نفسه كان كوكب "فينوس" أو "الزهرة" في أقصى استطالة له، إذ تبلغ الزاوية بينه وبين الشمس 47 درجة قوسية، وهو أفضل وقت لمشاهدة هذا الكوكب، كما حدث كسوف جزئي للشمس، إذ غطَّى القمر جزءاً من قرص الشمس.
• يونيو.. "تقابل المشترى"
كقرص بدر القمر تماماً ظهر كوكب المشترى (أكبر كواكب المجموعة الشمسية) في شهر يونيو، إذ كان في قمة لمعانه في ظاهرة تُعرَف بـ"التقابل"، إذ يكون الكوكب في حالة تقابل مع الشمس بالنسبة للأرض ومضاء بالكامل، وكذلك يكون في أقرب نقطة إلى الأرض أيضًا.
هذه الظاهرة تحدث مرة كل 13 شهراً تقريباً، وفي المرة المقبلة سيحدث "التقابل" في يوليو 2020.
• يوليو.. "زحل" أجمل كوكب
في يوليو 2019 كان كوكب "زحل" في قمة لمعانه في ظاهرة تُعرَف بـ"التقابل"، إذ يكون كوكب زحل (أجمل كواكب المجموعة الشمسية) في حالة تقابل مع الشمس بالنسبة للأرض فيكون قرص الكوكب مضاء بالكامل كما يحدث في حالة القمر عندما يتقابل مع الشمس شهرياً بالنسبة للأرض فيظهر لنا بدراً، وفي هذه الحالة يكون كوكب زحل في أقرب نقطة إلى الأرض.

• أغسطس.. "شهب البرشاويات"
من 10 إلى 15 أغسطس، تابع هواة الفلك في النصف الشمالي من الكرة الأرضية زخّة "البرشاويات"، وهي إحدى أشهر الزخات الشهابية.
ووقتها يبلغ معدل سقوط شهب البرشاويات حوالي 80 شهاباً في الساعة أو يزيد، وتخترق الغلاف الجوي بمتوسط سرعة يبلغ 60 كيلومتراً في الساعة.
• أكتوبر.. "شهب الجباريات"
في الفترة من 2 أكتوبر إلى 7 نوفمبر، حدثت زخّة شهب "الجباريات"، والتي تظهر في السماء كما لو كانت آتية من كوكبة "الجبار" Orion أشهر الكوكبات النجمية، وبلغت ذروتها في عام 2019 ليلة 21 أكتوبر وصباح اليوم التالي.
• نوفمبر.. "عطارد" يمر أمام الشمس
في نوفمبر أيضاً، شهدت السماء شهب "الثوريات" وسميّت بهذا الاسم لتساقط كمية من الشهب كما لو كانت آتية من برج الثور (بجوار مجموعة الثريا)، ويصل عدد الشهب إلى 10 شهب في الساعة، وهي من الزخّات الشهابية الضعيفة نسبياً في عددها ولكنها لامعة.
وفي ظاهرة نادرة، شهدت مصر في 11 نوفمبر، عبور كوكب "عطارد" أمام قرص الشمس، إذ بدأت الظاهرة في الساعة 02:35 بعد الظهر بتوقيت القاهرة.
وظهر "عطارد" كنقطة صغيرة سوداء مستديرة تتحرك ببطء شديد عبر قرص الشمس، واستمر على هذا النحو حتى الساعة 05:00 مساءً، إذ وصل إلى منتصف قرص الشمس تقريباً ثم غربت.
ويحدث هذا العبور لكوكبي "عطارد" و"الزهرة" فقط، إذ إنَّهما من الكواكب الداخلية التي تقع قبل كوكب الأرض في الترتيب بالنسبة إلى الشمس، ولذا لا يمكن أن تحدث هذه الظاهرة مع أي كواكب أخرى، كما حدث اقتران لكوكبي "المشترى" و"الزهرة" أمكن رؤيته بالعين المجردة.

وفي منتصف الشهر نفسه، زيّنت السماء شهب "الأسديات"، وسمّيت بهذا الاسم لتساقط كمية من الشهب كما لو كانت آتية من برج الأسد.
ويصل عدد الشهب في هذه الزخّة إلى 15 شهاباً في الساعة وقت الذروة، وهذه الزخّة من الزخّات الفريدة من نوعها، إذ إنَّ لها دورة كل 33 سنة.
• ديسمبر.. "التوأميات" و"الدببيات" نهاية الأحداث
في ليلة الجمعة وفجر السبت 13- 14 ديسمبر، زيّنت السماء شهب "التوأميات" (أفضل الزخّات الشهابية على مدار العام)، إذ يصل عدد الشهب فيها إلى 120 شهاباً في الساعة.
أما شهب الدب الأصغر "الدببيات"، التي تعد من الزخات الخفيفة، إذ يبلغ عدد الشهب فيها حوالي 10 شهب في الساعة فقط، والتوقيت السنوي لها من 17 إلى 24 ديسمبر من كل عام.
تعليقات الفيسبوك