الكريسماس أو أعياد الميلاد، واحد من أهم المناسبات الاجتماعية، التي يلتف حولها الجميع، وينتظرها الكثيرين، للاحتفال بمولد السيد المسيح، وأيضا ترسيخ مبدأ التسامح، لكن هل تعلم أن تلك الفترة كانت السبب في وقف الحرب العالمية الأولى؟
في مطلع القرن الماضي، وتحديدًا عام 1914، كان العالم على مواعد مع واحدة من أسوأ النزاعات الدموية، فبعد شهر واحد من حادث اغتيال سراييفو ولى عهد النمسا، واتخاذ الأخيرة قرار إعلان الحرب على صربيا، عانى بعدها العالم من أهوال الحرب العالمية الأولى، التي استمرت لمدة 4 سنوات، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 40 مليون شخص.
في البداية، كان الجميع يعتقد أن الحرب التى بدأت في يوليو عام 1914، لن تستمر لنهاية العام، إلا أن الواقع خلف كل التوقعات، حيث استمرت حتى نهاية العام، وتسببت في وفاة ما لا يقل عن مليون شخص، وفقًا لما نشر بموقع العربية.
وكانت الحرب، ترتكز بالجبهة الغربية داخل الخنادق، ملوحة بإمكانية تواصل القتال لسنوات، وبقرب انتهاء العام الثاني، تحديدًا عام 1915، وجد الجنود الألمان والبريطانيين والفرنسيين أنفسهم عالقين في الخنادق، بعيدًا عن عائلتهم فترة أعياد الكريسماس، وكانوا يضطرون إلى إرسال الرسائل للاطمئنان على أسرهم.
وعلى الرغم من شراسة الحرب، إلا أن فترة الأعياد كانت كفيلة بتهدئة الأوضاع على الجانب الإنساني بطريقة غير مباشرة، حيث شهدت جبهات الحرب ما عرف باسم "هدنة عيد الميلاد".
فعشية الميلاد، سمع البريطانيون ترانيم الكريسماس، قادمة من الجهة المقابلة للألمان، ورددوا الترانيم، وانطلقت الأصوات من كلا الجبهتين، تعلن "ميلاد مجيد" للطرفين.
ومع شروق يوم الكريسماس، خفتت المدافع وتوجه الألمان نحو البريطانيين، مرددين ترانيم الميلاد، وقابلهم البريطانيين بنفس الفعل، للتوقف الحرب في هدنة إنسانية غير رسمية.
ودفن الجنود زملائهم، وترديد الترانيم، وتبادل الهدايا، حتى أنهم أقاموا مباراة كرة قدم بين الطرفين، وزينوا شجرة الميلاد قرب الخنادق، بعدها بيوم، عادت الحرب إلى ما كانت عليه.
ووفقًا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن تلك الهدنة سرعان ما انتهت، بعدما دوت أصوات المدافع، وودع الجنود بعضهم البعض، وعادوا لأماكنهم القتالية مرة أخرى، وحاول الجنود إخفاء تلك الهدنة، خاصة بعد انتشار أخبارها في الصحف الأمريكية، وانتشرت بعدها إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، واعتبرت ألمانيا تلك الهدنة بمثابة إهانة للوطن،
وبحسب مصادر متعددة، فقد حدثت تلك الهدنة الإنسانية 3 مرات، بالحرب العالمية الأولى.
تعليقات الفيسبوك