عمود أعلى قمة هرم خوفو
كل من يزور الأهرامات يجدها، فهي ملحوظة بالنسبة للكثيرين الذين لا يعرفون أسباب تواجد هذا العمود أعلى قمة هرم خوفو، فالبعض اعتقد أنها مانعة صواعق لامتصاص الشحنات الكهربائية، بينما ظن البعض ممن تداول صورها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها شبكة محمول.
ومع هذه التساؤلات أوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، سبب تواجد هذا العمود أو الساري الخشبي أعلى قمة خوفو، في تصريحات خاصة لـ"الوطن".
صاحب هذا العمود المتواجد أعلى هرم خوفو هو كولونيل "هنري جوسلي براوت" الذي حضر إلى مصر ودخل في خدمة الخديوي إسماعيل (كاماجور مهندس)، حتى أصبح حاكما عاما للمديرية الاستوائية واشترك في مشروع مسح منطقة الدلتا، وكخطوة هامة للمسح كان من الضروري مد خط عرض من الهرم الأكبر إلى البحر المتوسط، لتقسيم هذا الخط إلى مسافات فكان لا بد من مد خطوط أخرى إلى الشرق والغرب لتصبح المنطقة مقسمة إلى مربعات.
وكان لا بد من أجل تنفيذ هذا المشروع أن يذهب إلى منطقة اﻷهرامات قبل أن يذهب للشمال لبدء عملية المسح، وصعد إلى قمة "الهرم الاكبر" ووضع عمودا ارتفاعه تقريبا 30.66 قدما وثبته جيدا، وكان هذا العمود هو النقطة التي يراها خلفه، وهو متجها للشمال وحدد به مركز الهرم وذلك كان في عام 1874.
انتهت مهمتة بعد أربع سنوات عام 1878م، وقبل أن يغادر مصر صعد للمرة الأخيرة قمة الهرم، بحسب عبدالنصير الذي أشار إلى أن هذا العمود يعوض نقص طول الهرم في الفترة الأخيرة، حيث كان 146 وأصبح 137، "العمود لسه متواجد لأنه بيكمل جزء ناقص".
هنري جوسلي براوت، اشترك في الحرب الأهلية الأمريكية، وعقب انتهائها عام 1865 ترك الجيش، والتحق بجامعة ميشيجان، وتخرج فيها مهندسا مدنيا ثم سافر إلى مصر ودخل في خدمة الخديو إسماعيل كـ"مهندس ماجور"، وفي فترة السنوات الأربع من خدمته جرى ترقيته من رتبة مأجور إلى رتبة كولونيل في الهيئة.
تعليقات الفيسبوك