شهد عام 2019 زيارة أول رائد فضاء عربي لمحطة الفضاء الدولية وهو الإماراتي هزاع المنصوري، وتعد محطة الفضاء الدولية المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تطورا، والأعلى تكلفة على الإطلاق، في تاريخ استكشاف الفضاء.
ويعود تاريخ بناء محطة الفضاء الدولي إلى عام 1998، حيث شيدت بتعاون كل من الولايات المتحدة وروسيا، وبتمويل من كندا واليابان و10 دول أوروبية، ورافق الإماراتي هزاع المنصوري في زيارة الفضاء عام 2019، الأمريكية جيسيكا مير، والروسي أوليج سكريبوتشكا.
ولم تكن رحلة المنصوري هي الوحيدة إلى محطة الفضاء الدولي في 2019، ففي العام نفسه ذهب رائدتا الفضاء بوكالة علوم الفضاء الأمريكية كريستينا كوتش وجيسيكا مير.
- هزاع المنصوري
انطلق الإماراتي هزاع المنصوري، البالغ من العمر 35 عاما، إلى محطة الفضاء الدولية، في 25 سبتمبر 2019، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يزور المحطة، وذلك على متن مركبة من كازاخستان، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
ورافق هزاع المنصوري، الحاصل على بكالريوس فى علوم الطيران عام 2004 من كلية خليفة بن زايد الجوية على متن المركبة "سويوز أم أس 15"، التي انطلقت من مدينة بايكونور، كل من رائدي الفضاء الروسي أوليج سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير.

وقضى المنصوري، الطيار العسكرى فى القوات المسلحة الإماراتية، ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية، التي تعد المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تطورا، والأعلى تكلفة على الإطلاق، في تاريخ استكشاف الفضاء.
وبدأت المحطة باستقبال أطقم رواد الفضاء منذ مطلع القرن الحالي، وتحديدا منذ شهر نوفمبر عام 2000، علما بأنها تضم على متنها طاقما دوليا مكونا من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعيا في إجراء أبحاث علمية عميقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض.
قائد المركبة الفضائية التي انطلقت إلى المحطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019 وكان على متنها الإماراتي هزاع المنصوري، هو الروسي أوليج سكريبوتشكا، الذي لديه باع طويل في مجال الفضاء، وقد سبق أن شارك في مهمتين في محطة الفضاء الدولية، أولاهما في أكتوبر 2010، وأمضى نحو 159 يوما في الفضاء على الأقل.
وقال رائد الفضاء الروسى، في مؤتمر صحفى قبل انطلاق الرحلة، إنه اختار دمية وحيد القرن مؤشرا رسميا لانعدام الوزن في المركبة، لأن ابنته تفضله على بقية الحيوانات، بحسب موقع "فرانس 24" الفرنسي.

- جيسيكا مير
شاركت المنصوري في رحلته لمحطة الفضاء الدولية الأمريكية جيسيكا مير، وهي عالمة أحياء بحرية تبلغ من العمر 42 عاما، وانضمت إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في 2013. ولدت مير في ولاية مين الأمريكية في العام 1977 لأم سويدية عملت ممرضة، وأب عراقي يهودي عمل طبيبا، وحصلت مير على إجازة في علم الأحياء من جامعة براون العريقة في ولاية رود آيلند، ثم شهادة الماجستير في دراسات علوم الفضاء من جامعة الفضاء الدولية في فرنسا، والدكتوراه في علم الأحياء البحرية من معهد سكريبس لعلوم المحيطات التابع لجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، بحسب شبكة "الحرة" الأمريكية.

عملت ما بين عامي 2000 و2003 في دعم أبحاث فيزيولوجيا الإنسان في منشأة الأبحاث الإنسانية التابعة لشركة لوكهيد مارتن المتخصصة في صناعات الدفاع والأمن والتكنولوجيا المتقدمة، وخلال تلك الفترة شاركت في رحلات بحثية على متن طائرات وكالة الفضاء الأمريكية ناسا منخفضة الجاذبية، وعملت رائدة في بيئة تحت الماء، وتعمل مير حاليا في محطة الفضاء الدولية في أول رحلة لها إلى الفضاء.
وفي يونيو 2013، اختارت ناسا فريقا جديدا من رواد الفضاء يتكون من ثمانية أفراد بينهم مير، التي كانت في الـ35 من عمرها وتعمل مساعدة أستاذ تخدير في كلية الطب بجامعة هارفرد، وقال مدير ناسا آنذاك، تشارلز بولدن، إن رواد الفضاء هؤلاء سيكونون جزءا من الفريق الذي يضع الأساس لبعثات ناسا إلى كويكب في عشرينيات القرن الجاري، وإلى المريخ في ثلاثينياته،
وأضاف: "ستكون هذه الفئة الجديدة من بين أولئك الذين لديهم الفرصة لتخطيط وتنفيذ هذه المهام المثيرة". -
كريستينا كوتش
وفي 18 أكتوبر، صنعت "مير" مع زميلتها مهندسة الكهرباء كريستينا كوتش التاريخ، عندما خرجتا من محطة الفضاء الدولية في أول سير نسائي بالكامل في الفضاء.
وكانت تلك أول مرة تقوم فيها "مير" بالسير في الفضاء، وأصبحت الشخص رقم 228 في العالم والمرأة الـ15 الذين أنجزوا ذلك، أما كوتش فكانت تلك رابع مرة تقوم فيها برحلة سير من هذا القبيل.

وأعلنت ناسا، على موقعها، في مقطع مصور حي للعملية، أن "مير" و"كوتش" خرجتا بالملابس البيضاء من المحطة الواقعة على ارتفاع 408 كيلومترات فوق الأرض، لاستبدال وحدة طاقة معطوبة مصممة للمساعدة في تكييف الطاقة المخزنة من الألواح الشمسية للمحطة.
واستمرت العملية نحو خمس ساعات، وتمت بعد محاولة أولى لأول سير نسائي بالكامل في الفضاء في مارس، تأجلت لعدم توفر بدلات فضائية نسائية ذات مقاس مناسب للرائدات.
وبعد المهمة التاريخية الناجحة، تحدثت مير وزميلتها من محطة الفضاء. وقالت مير بكل تواضع "بالنسبة لنا، هذا السير في الفضاء جزء من عملنا. فقد كنا الطاقم الذي طلب منه القيام بهذه المهمة".
وتابعت "في الوقت ذاته، نعترف بأن هذا إنجاز تاريخي، ونريد بالطبع منح امتناننا لجميع أولئك الذين سبقونا. فقد كان هناك العديد من العالمات والمستكشفات والمهندسات ورائدات الفضاء، ونحن تتبعنا خطواتهن إلى أن وصلنا إلى موقعنا اليوم".
وعدد رواد الفضاء حول العالم يتجاوز 560 شخصا، لكن التمثيل النسائي في صفوفهم لا يتجاوز 65 امرأة
تعليقات الفيسبوك