هدايا الكريسماس من 100 سنة
بهجة ملونة تعم الأرجاء، ملابس جديدة يرتديها الأطفال، هدايا تعلوها أشرطة حمراء بين أيدي الأحباء.. هكذا هي الأجواء الحالية مع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد، والذي وصفتها جارة القمر "فيروز" بواحدة من أشهر الترانيم، ومقتطفها: "صوت ولاد تياب جداد وبكرا الحب جديد، عم يتلاقوا الأصحاب بهديي خلف الباب".
ذلك الوصف بمقطوعة "ليلة عيد" هو بمثابة تعبير عن فرحة العصر الحالي بمضي عام واستقبال آخر جديد، والذي خلاله يتبادل جميع الأحبة الهدايا المنوعة بين الورود والشوكولاتة والأشياء المرتبطة بهم، لكن ماذا عن ما سبقونا تحديدا قبل مائة عام، هل اختلف ما نشتريه نحن في يومنا عن ذلك الزمان، مثلما اختلفت طبيعة الحياة وطريقة العيش؟
بالبحث في أعداد المقطم ومصر والأهرام في النصف الأخير من ديسمبر عام 1919، قبل 10 أيام من بداية العام 1920، وجد أن اهتمامات المصريين آنذاك كانت تدور حول المنزل وما ترغب به المرأة، وبالطبع الهدايا ارتبطت بهذا الشكل، لتتنوع بين السجاد وماكينات الخياطة والفرو.
ماكينة خياطة للزوجات والبنات والأقارب
ففي عدد الأهرام والمقطم قبل أيام من الاحتفال من العام الجديد، عام 1920، برز إعلانا بالصفحة الثالثة مضمونه: "أننا نغتنم فرصة قرب حلول عيد الميلاد المبارك والسنة الجديدة للفت أنظار الذين يسعون في إعداد أحسن الهدايا إلى زوجاتهم أو بناتهم أو أقاربهم إلى أن أجمل وأحب هدية يروق تقديمها ولا تتطلب دفع ثمنها فورا.. إنما هي ماكينة الخياطة لسنجر، وهذه الهدية وحدها التي تسمح لهاديها بأن يظل دائما حاضرا في الذاكرة".
وفي نهاية الإعلان المذكور، وضع عنوان المكان الخاص لشراء تلك الهدية، وهو: "المحل العمومي بمصر، شارع المغربي عمارة ديفس براين".

فروة تسر وتقر النواظر من غير مصروف كبير
وبخلاف إعلان ماكينة الخياطة، استغل تجار آخرين تلك الفترة في الترويج لمنتجهم تحت شعار "فرصة سانحة"، إذا أنهم وضعوا حوالي 15 يوما أمام المصريين من أجل شراء ما يعلنونه عنه وهو "فروة حقيقة".
وكان نص الإعلان، "فرصة سانحة.. أتريد أن تشتري فروة حيقيقة لطيفة وليست غالية الثمن من النوع السكنك والثعلب "رينار" الأسود أو الرينار الطبيعي أو الياباني أو الماموت.. انتهزوا الفرصة السانحة والتي تدوم 15 يوما ابتداء من 24 ديسمبر .. فإنك تتمكن من شراء فورة أو تقديم هدية تسر وتقر النواظرمن غير مصروف كبير وتبقى هديتك تذاكارا يدوم 10 سنوات".

"الانقلاب في الجو" وإعلان للسجاد
ومثلما نعيش حاليا أجواء الشتاء حيث درجات الحرارة المنخفضة والبرودة القاسية لم يتغير الأمر منذ مائة عام من الناحية الجغرافية، لكنه في الوقت ذلك كان فرصة قيمة للإعلان عن أجود السجاد لكن بطريقة قد تبدو مضحكة في يومنا هذا، إذ أن طريقة التعبير عن المنتج تختلف كثيرا عما نراه اليوم.
وظهر إعلان السجاد تحت عنوان "الانقلاب في الجو"، بادئا بوصف الطبيعة التي عاشها المصريون وقتها، ونصه: "فاجأنا البرد على غرة، فانشعرت الأبدان وبردت الأطراف وأخذ الناس يروون الرطوبة حولهم في كل مكان حتى صار الواحد بنا يعتقد إننا لسنا في أفريقية كما كان المغفور له الخديوي إسماعيل يقول".
ومن وصف طبيعة الجو وشعور الناس به انتقالا إلى ما يفعله المصريين مع البرودة، استكمل الإعلان كالتالي:
"فلنطلب الدفء أيها الأخوان ولنطلب الحرارة ولنبدل البالطوات الخفيفة بالبالطوات التخينة، ولنترك الصديري الحرير ولنلبس الفانلات الدافئة، لكن قبل كل شيء دفئوا بيوتكم واجعلوها صالحة للسكن واجمعوا فيها بين أسباب الصحة والراحة والدفء".

ورأي الإعلان في مضمونه أن ما يجعل المنزل أكثر دفئا هو "السجاد" والذي يمكن أن يشتريه الجميع كهدية في ذلك التوقيت، واصفا أهميته: "إن السجادات.. صارت اليوم مما لاغنى عنه، فإنها للبيوت مثل الفانلات للجسم".
واستكمل الإعلان، مضمونه في التمجيد من أهمية السجاد بالمنازل: "السجاد.. لنتكلم عن السجاد فإنه موضوع اليوم، فهل تعرفون شيئا ألزم عنه وأجمل لجعل البيت جميلا ولطيفا فاخرا.. إن السجاد بين النافع والمقبول تحت رجليك ويسر ناظرك ويجعل سكان البيت سعداء ويدفئك ويحمي صحتك".
وفي النهاية، نصح المعلن المصريين باقتناء أفضل أنواع السجاد، كالآتي: "اذهبوا وزورا مخازن السجاد الشرقي الكبرى في القاهرة بميدان سليمان باشا، وفي الإسكندرية بنمرة 10 شارع رشيد.. وبعد ذلك نتكلم".
تعليقات الفيسبوك