ملابس الرجال في العصور الوسطى في أوروبا
هناك العديد من المتعلقات الأنثوية، التي تستخدم بشكل حصري من النساء حالياً، مثل أحذية الكعب العالي وحقائب اليد، كانت مصنوعة في البداية من أجل الرجال، إلا أنها تغيرت بمرور الزمن لتصبح أشياءً مرتبطة بالنساء دون غيرهم.
لا يوجد سبب واحد لتحول هذه الأشياء من متعلقات ذكورية إلى انثوية، حيث يختلف السبب باختلاف الشيء نفسه وباختلاف ظروف المجتمع، ففي بعض الأحيان يكون السبب عملياً، أي اكتشاف البعض أن الشيء يعتبر أكثر فائدة للنساء من الرجال، وفي أحيان أخرى كان السبب اقتصادياً بحتاً، حيث لاحظ المصنعون المصممون أن النساء تمثل سوقاً أكبر من الرجال، ومن بين الأشياء التي تغير استخدامها من النساء إلى الرجال، نستعرض أبرزها وأكثرها شيوعاً، وفقاً للتقرير المنشور بموقع "List Verse" الإلكتروني.

1- أحذية الكعب العالي
على الرغم من أنها أصبحت رمزاً للأنوثة واقتصار استخدامها بشكل كامل على النساء في عصرنا الحالي، إلا أن أحذية الكعب العالي كان تستخدم بشكل شبه حصري من الرجال فقط، وذلك لآلاف السنين، ولم تبدأ النساء في استخدامهم إلا منذ القرن السابع عشر.
بدأ استعمال الكعب العالي في الحضارة الفارسية القديمة، حيث كان يرتديه بعض الفرسان رماة الأسهم، الذين كان يساعدهم الكعب على تثبيت أقدامهم في سرج الحصان، ليتمكنوا من الوقوف والتصويب بدقة على جنود الأعداء، كما استخدمه المصريون القدماء لتمييز الطبقات الراقية، ولم تعرف القارة الأوروبية الكعب العالي إلا بعد زيارة وفد من الإمبراطورية الفارسية، حيث بدأ بعض الملوك والأمراء والأرستقراطيين في ارتداء الكعب العالي، وانتقلت العادة إلى الأميرات وزوجات الملوك والأمراء والنساء من علية القوم، وبدأ الكعب العالي ينتشر بين النساء، إلا أن الرجال استمروا في ارتدائه.
مع دخول أوروبا فيما يُعرف بعصر التنوير، اختلفت نظرة المجتمع على ملابس الرجال ومظهرهم بشكل عام، وذلك بسبب ازدهار الصناعة والبحث العلمي، وبدأت ملابس الرجال تتغير بحيث تتماشى مع فكرة الإنتاج والسرعة والرزانة، ما نتج عنه ترك الرجال للعديد من الملابس والعادات المرتبطة بالمظهر، ومن بينها أحذية الكعب العالي، حتى أصبح الكعب العالي غرضاً ورمزاً أنثوياً بشكل حصري.

2- حقائب اليد
بدا استخدام حقائب اليد منذ قرون عديدة، من قبل الرجال والنساء من عامة الناس والطبقة الحاكمة، كوسيلة لحمل الأشياء الصغيرة القيمة والأموال والأوراق المهمة، لعدم ظهور فكرة الجيوب بالملابس في تلك الأوقات، إلا أنه بمرور الوقت بدأت النساء في استخدام طرق أخرى لحمل قطعة المجوهرات أو أدوات الخياطة أو النقود، أو أي أغراض أخرى، حيث استعانوا بنوع من السلاسل المعدنية الصغيرة، الشبيهة بسلاسل المفاتيح، والتي كانت تعلق بالملابس من الداخل، قبل ان تعود النساء وتستخدم نوعاً مميزاً من الحقائب الصغيرة الشبيهة بالصرة، كان يتم إمساكها أو تعليقها على الكتف باستخدام رباط طويل.
لم تظهر حقائب اليد النسائية الحالية إلا في بدايات القرن العشرين، حينما بدأ مصممو الأزياء في تصميم نوع جديد من الحقائب مخصص للنساء فقط، بعد أن بدأت سوق الملابس النسائية في الازدهار والتوسع، ومع انتشار الوسائل التكنولوجية، مثل السيارات، وانتشار ممارسة الرياضة، بدأ الرجال في التخلي عن حقائب اليد بجميع أنواعها وأشكالها وأحجامها، واكتفوا بالحقائب الخاصة بالعمل لحمل أوراقهم، قبل أن تتحول حقائب اليد إلى أداة تكاد تكون محصورة على النساء فقط.

3- الجوارب الطويلة الضيقة (Stockings)
بدأ الرجال في ارتداء الجوارب الطويلة والسراويل التحتية الضيقة منذ القرن الـ 9 الميلادي، بينما لم تصبح الجوارب الطويلة جزءًا من ملابس النساء إلا في القرن الـ 18، ومع ذلك فإن هذا النوع من الجوارب يستخدم الآن بشكل حصري من النساء.
كانت ألبسة الرجلين الضيقة، سواءً كانت جوارب طويلة أو سراويل، جزءًا أساسياً من الملابس الرجالية، وكان لونها يختلف في المجتمع باختلاف الطبقة والمهنة التي ينتمي إليها المرتدي، لكن التغير في تعامل المجتمع مع ألبسة الرجل الضيقة بدأ في الفترة من القرن الـ 16 إلى القرن الـ 20، حيث حدث في تلك الفترة تغير تدريجي في نظرة الناس للجوارب الطويلة والسراويل الضيقة، ومع حلول القرن العشرين، كانت الجوارب الطويلة قد أصبحت لباساً أنثوياً بشكل كامل.

4- مشبك الملابس الداخلية
تخلو جميع قطع الملابس الذكورية المختلفة حالياً من المشبك، أو الخطاف والدائرة، الذين انتشروا مؤخراً في العديد من الملابس النسائية، خاصة الداخلية منها، بينما اقتصرت طرق ربط وتثبيت الملابس حول الجسم أو الخصر عند الرجال، مثل السروال، على الأزرار والسوستة.
تم اختراع المشبك كطريقة بديلة للحمالات التي كانت توضع على الكتفين وتستخدم لرفع السراويل وتثبيتها عند الخصر، ويعد بداية تصنيعه في السراويل، انتشر المشبك في جميع أنواع الملابس، كوسيلة ممتازة تضمن ربط وفك الملابس وارتدائها وخلعها بسهولة وسرعة، إلا أنه مع احتياج الرجال لتغيير ملابسهم بشكل أكثر تكرراً من النساء، وكون الخطاف والحلقة وسيلة تحتاج لوقت ومهارة في الاستخدام، اقتصر استخدامها حالياً على ملابس النساء.

5- اللون الوردي
استمر الرجال والأولاد في ارتداء الملابس ذات اللون الوردي لقرون عديدة، بل إن اللون الوردي كان حكراً على الأولاد فقط في أوروبا قبل قرن ونصف تقريباً، بينما كانت الفتيات يلبسن اللون الأزرق بدرجاته، حيث كان اللون الأحمر والوردي يعبران عن القوة والثقة في نظر المجتمع، بينما كان اللونين الأزرق والأخضر أكثر تعبيراً عن الهدوء والجمال.
بدا التغير في اقتران اللون الوردي بالذكورية في ستينيات القرن العشرين، عندما بدأت النساء من المؤيدات لحركات تحرر المرأة في إلباس بناتهن ملابس وردية، كإجراء مضاد لرغبة المجتمع في تقييد دور المرأة وقصر اختياراتها في الملابس والأنشطة على خيارات معينة، ومع مرور الوقت وانتشار فكرة تحرير المرأة، برزت فكرة ارتداء المرأة للون الوردي كتعبير عن مناصرة الأنوثة المستضعفة في وجه الذكورة المتحكمة المستبدة، وبدأ ارتداء أو حمل أو استخدام ملابس أو أغراض وردية يرتبط بشكل شديد وواضح بفكرة الميل للنساء وتفضيل الصفات المؤنثة، وزاد وعي الرجال وتشككهم من تبني الحركات النسائية للون الوردي، حتى وصل الأمر على إلصاق صفة "التخنث" بكل من يرتدي اللون الوردي، وهذا أدى تدريجياً إلى اقتصار اللون الوردي، بشكل شبه حصري، على النساء.
تعليقات الفيسبوك