رئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش
بدأ الناخبون في كرواتيا، اليوم، الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 11 مرشحًا، وذكرت شبكة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية أن 3.8 مليون شخص يحق لهم الانتخاب، فيما يعيش 170 ألفا منهم في الخارج وخصوصا في البوسنة.
ويتصدر 3 مرشحين قائمة المتنافسين، وهم: الرئيسة الحالية كوليندا جرابار كيتاروفيتش التي تسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية، ورئيس الوزراء السابق زوران ميلانوفيتش مرشح اليسار، وميروسلاف سكورو مرشح اليمين، إلى جانب 8 مرشحين آخرين، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وأشار آخر استطلاع للرأي إلى أن سكورو، سيحل في المرتبة الثالثة بحصوله على 18% من الأصوات، وبحصولها على 24% من نوايا التصويت، ستتعادل كيتاروفيتش مع ميلانوفيتش، لكن الاستطلاع يكشف في الوقت نفسه أن 13% من الناخبين لا يعرفون لمن سيصوتون عشية الاقتراع.
ويتوقع المحللون إجراء جولة إعادة في غضون أسبوعين، في ظل توقعات ألا يتمكن أي من المرشحين من الفوز بأغلبية ساحقة، وكانت رئيسة الدولة الكرواتية -البالغة من العمر 51 عاما- قد تولت منصبها الفخري في عام 2015، وهي تحظى بدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي "يمين الوسط" الذي يهيمن على الحياة السياسية منذ استقلال البلاد في عام 1991، ويجري التصويت من الساعة السادسة إلى 06:00 مساء بتوقيت جرينتش "الساعة الثامنة مساء بتوقيت القاهرة"، في هذه الانتخابات التي ستشهد على ما يبدو منافسة حادة وستؤدي على الأرجح إلى تنظيم دورة ثانية في الخامس من يناير المقبل.
وفي هذه الانتخابات التي يتوقع أن تعلن نتائجها الأولى حوالى الساعة 07:00 مساءا "09:00 مساء بتوقيت القاهرة"، تواجه الرئيسة المحافظة المنتهية ولايتها كوليندا جرابار كيتاروفيتش تهديد اليسار الممثل برئيس وزراء اشتراكي ديموقراطي سابق، بينما ينافسها في اليمين مغن شعبوي يسبب انقساما في معسكرها.
وكعادتها، استطاعت رئيسة كرواتيا، كوليندا جرابار كيتاروفيتش "51 عاما"، المعروفة باسم "حسناء المونديال"، أن تخطف الأنظار، من جديد، حيث لفتت الأنظار أثناء إدلائها بصوتها في الانتخابات الرئاسية في بلادها، وتميزت بارتدائها أزياء رسمية، مكونة من سترة زرقاء اللون، وبنطلون أسود، بالإضافة إلى وشاح حول رقبتها.
وكانت كيتاروفيتش خطفت الأنظار أثناء مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74، والتي انعقدت في سبتمبر الماضي في نيويورك، وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، كيتاروفيتش في ذلك الوقت، مرتدية، فستان "فوشيا"، بأكمام، فضفاض قليلًا عقب منطقة الخصر، وحتى نهايته، مع حزام عند الخصر.
وكانت كرواتيا، استطاعت في عام 2018، أن تخطف الأنظار خلال منافسات كأس العالم في كرة القدم والتي استضافتها روسيا، بفضل أداء منتخبها المميز والذي استطاع أن يتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى النهائي، وكذلك أيضا بسبب حماسة رئيسة البلاد، التي لقبها البعض بـ"حسناء المونديال"، ولم تتخلف كيتاروفيتش عن حضور أي من مباريات منتخب بلادها طوال فترة البطولة، مرتدية زي العلم الكرواتي.
ولفتت رئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش انتباه جمهور مونديال روسيا 2018 لكن أيضا الرأي العام العالمي، بدليل التغطية الكبيرة التي حظيت بها في وسائل الإعلام العالمية، والاهتمام المنقطع النظير الذي نالته على مواقع التواصل الاجتماعي.
رئيسة كرواتيا تتحدث 6 لغات بجانب لغتها الأم
وتتحدث الرئيسة الكرواتية، بجانب لغتها الأم وبطلاقة، كلا من اللغة الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية، كما تتقن الألمانية، الفرنسية، والإيطالية، وهي حاصلة على شهادة الليسانس في الإنجليزية والإسبانية من جامعة زغرب، وأيضا شهادة الماستر في العلاقات الدولية. وتحولت كيتاروفيتش إلى نجمة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بلا منازع خلال فترة المونديال، حيث تم تداول العديد من الصور والفيديوهات لها وهي ترتدي قميص المنتخب الكرواتي "الناريون" بالمربعات الحمراء والبيضاء، وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، في 2018، إن كيتاروفيتش، واظبت على حضور أغلب مباريات منتخب بلادها على المدرجات بين المشجعين والمنصة الرسمية حيث قادة الدول، كما شوهدت وهي تعبر عن غبطتها بأداء لاعبيها بكل عفوية وهي تقفز فرحا معهم في غرف تبديل الملابس.
وأظهرت كيتاروفيتش، روحا رياضية منقطعة النظير أثنى عليها عشاق الساحرة المستديرة، بعد خسارة كرواتيا أمام فرنسا في نهائي كأس العالم، على أرضية ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو.
وولدت كيتاروفيتش، في رييكا ثالث أكبر المدن الكرواتية جنوب العاصمة "زغرب"، والمطلة على البحر الأدرياتيكي، خلال حقبة يوجوسلافيا سابقا في سنة 1968، وكان والدها يعمل جزارا وترعرعت في منطقة ريفية قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة وتحديدا مدينة لوس آلاموس في ولاية نيومكسيكو، وفي وقت لاحق، عادت للعيش والدراسة في العاصمة زغرب.
معارضو كيتاروفيتش أطلقوا عليها لقب "باربي" خلال الحملة الانتخابية للرئاسة في نهاية 2014
وتعتبر كوليندا من حزب "الاتحاد الديمقراطي الكرواتي"، أول امرأة تبلغ سدة الحكم في كرواتيا، حيث انتخبت في يناير 2015 رئيسة للبلاد، وهي رابع رئيس لكرواتيا منذ استقلالها عن يوجوسلافيا السابقة في 1991، وشغلت قبلها منصب وزيرة للخارجية وقد سعت لحصول بلدها على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما تم في 2013.
وكانت كوليندا قد استلمت حقيبة وزارة العلوم والتكنولوجيا وهي في 24 من عمرها، وفي 2003 كانت نائبة بالبرلمان الكرواتي.
وعملت سفيرة لكرواتيا في الولايات المتحدة، ونائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للشؤون الدبلوماسية، وفقا لما ذكرته "فرانس 24".
وأطلق عليها معارضوها لقب "باربي" خلال الحملة الانتخابية للرئاسة في نهاية 2014 وبداية 2015، واعتبروا أنها استغلت مظهرها وشكلها للتأثير على الرأي العالم، وبأنها تفتقر إلى المؤهلات الأخرى الأساسية التي تليق بمنصب زعيم الدولة.
وأشارت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إلى أن مجلة "فوربس" الشهيرة، وضعت كيتاروفيتش في نوفمبر 2017، في المرتبة 39 للنساء الأكثر قوة في العالم، والمرتبة 17 بين 22 امرأة أكثر قوة في المجال السياسي.
رئيسة كرواتيا تعتبر من أشد المدافعين عن إقامة الأسلاك الشائكة والحواجز على حدود دول البلقان
وتقدم كيتاروفيتش نفسها على أنها متفتحة اجتماعيا برغم كونها كاثوليكية ملتزمة دينيا، حيث إنها من الشخصيات السياسية المدافعة عن تشريع تعاطي القنب الهندي لدواع صحية، وأيضا عن حقوق المثليين جنسيا. وتعتبر كيتاروفيتش، رئيسة دولة باتت معروفة على أنها واحدة من أكثر البلدان المعادية للهجرة. ففي نهاية 2015، شرعت كرواتيا في ترحيل المئات من المهاجرين نحو الحدود المجرية، تحت ذريعة كونها بلغت طاقتها القصوى لاستقبالهم. وبررت الرئيسة الكرواتية في 2015 الإجراءات الصارمة التي تتخذها بلادها ضد المهاجرين وإغلاق الحدود بوجههم، بكونها الحل الوحيد لحماية بلادها، وقالت في تصريح لصحيفة "يوتارني لست دايلي" الكرواتية "أود أن أتجنب ذلك، لكني لا أرى طريقة أخرى لحماية أنفسنا".
وتعتبر "حسناء المونديال" من أشد المدافعين عن إقامة الأسلاك الشائكة والحواجز على حدود دول البلقان، مبررة ذلك بقيام الولايات المتحدة أيضا ببناء الأسوار لمنع عبور المهاجرين غير الشرعيين حدودها.
تعليقات الفيسبوك