فى محاولة لمساعدة زوجها على تلبية متطلبات الحياة، قامت «فاطمة مجاهد»، فى العقد الخامس من عمرها، متزوجة ولديها ولدان وابنتان، بشراء سيارة أجرة «تاكسى» بالتقسيط، واستعانت ببعض السائقين للعمل عليها، إلا أنهم فى كل مرة يعيدون إليها السيارة وقد لحقتها أضرار تستنزف ما تحصل عليه من إيرادات ضئيلة، مما دفعها إلى التفكير فى العمل عليه بنفسها، لتصبح أول سيدة «سائقة تاكسى» فى بورسعيد.
"فاطمة": أولادى رفضوا الفكرة فى الأول ودلوقتى همَّا اللى بيساعدونى
ومن أجل تحقيق هذه الفكرة، واجهت «فاطمة» كثيراً من الصعوبات، فى مقدمتها «تنمر» بعض السائقين من الرجال عليها، بالإضافة إلى مواجهة عادات المجتمع التى لا تشجع النساء على العمل فى قيادة سيارات الأجرة، لحمايتهن من التعرض لأى مضايقات محتملة، فضلاً عن معارضة أبنائها الذين رفضوا الفكرة فى بدايتها، ومع مرور الوقت أصبحوا أكبر مؤيدين لها، حتى زوجها وبعض المقربين منها وصفوها بأنها «أجدع من رجالة بشنبات».
تحدثت أول سائقة تاكسى فى بورسعيد لـ«الوطن» عن بدايتها بقولها: «معايا رخصة خاصة، وبحثت عن حل لأقلل خسائر التاكسى، وعندما شاهدت تجارب لسيدات يقمن بقيادة التاكسى وسيارات نقل وتوك توك فى القاهرة والمحافظات الأخرى، قلت لزوجى سأقود التاكسى بنفسى، فرد بقوله إنها فكرة رائعة ولكن تنفيذها صعب، خاصةً أن الكثيرين فى مجتمع بورسعيد لا يقبلون بقيادة السيدات للسيارات عامة، ويتعرضن للهجوم، فما بال قيادة التاكسى».
وتابعت بقولها: «واجهتنى مشكلة استخراج رخصة قيادة درجة ثالثة، كنت أعتقد أنها للرجال فقط، وعندما سألت فى إدارة مرور بورسعيد، عرفت أن الرخصة ليست حكراً على الرجال، وقدمت لإجراءات استخراجها، حتى ضابط المرور اعتقد أننى أطلب استخراج رخصة خاصة، فأعاد النظر للطلب، ثم سألنى بتعجب: سائقة تاكسى؟، فأجبته: لقمة العيش تحكم».
وعن موقف أبنائها من عملها، قالت: «فى البداية رفضوا الفكرة خوفاً من أن أكون مثار سخرية من السائقين الآخرين، ولكننى أكدت لهم أن السعى وراء لقمة العيش مش عيب»، مشيرةً إلى أنها تعرضت لكثير من المضايقات، وبعض ممارسات «التنمر»، ولكنها كانت تتحمل كل هذه المضايقات حتى يمكنها تلبية احتياجات أسرتها.
وأوضحت «فاطمة» أنها تبدأ عملها فى السابعة صباحاً، وتستمر فى العمل حتى الخامسة مساءً، ومعظم زبائنها من النساء اللاتى يقمن بالاتصال بها لتوصيلهن، كما تقوم بتوصيل بعض الرجال، معظمهم يقومون بتشجيعها، وأشارت إلى أن ابنها الأكبر أنهى خدمته العسكرية ويساعدها فى العمل على التاكسى خلال الفترة المسائية، للوفاء بمتطلبات أسرتها، خاصة أن باقى أبنائها مازالوا فى مراحل مختلفة من التعليم. وأعربت عن أملها فى أن تستطيع سداد باقى أقساط السيارة، وقضاء باقى الديون.
تعليقات الفيسبوك