عرف القدماء المصريون، مهنة الطب البيطري، وبرعوا فيها قبل 3 آلاف سنة، لما كانت للحيوانات في حياتهم من مكانة كبيرة، سواء باعتبارها مصدرًا للخير والغذاء، أو مقدسة، حتى أنهم اتخذوا منها رموزًا للآلهة، وحرصوا على تحنيطها كما الملوك والقادة.
ورصد المهتمون بالآثار وعلوم المصريات في كتبهم، نحو 14 حيوانًا قدسها الفراعنة، ورمزوا بها إلى الآله، منها العجل المقدس آبيس، والألهة حتحور التي كانت تحمل رأس بقرة، وحورس رأس الصقر، البقرة التي رمزت للإلهه حتحور، والآلهة باستت على شكل القطة.
وبالاطلاع على تاريخ المصريين القدماء، ومشاهدة نقوشهم على الجدران والأعمدة، أو حتى البرديات، لا تخطئ العين اهتمامهم البالغ بالحيوانات، التي اهتموا بتربيتها وعلاج أمراضها.
"معبد ممفيس" أول كلية لدراسة التشريح ووظائف الأعضاء والتحنيط.. والبرديات كشفت علاج ثورين من "السيلان" وكلب من الطفيليات
نقابة الأطباء البيطريين، عبر موقعها، أوضحت أن معابد المصريين القدماء، كانت تضم ما يسمى "بيوت الحياة"، وكان منها "معبد ممفيس" قبل أكثر من 3 آلاف سنة قبل الميلاد، وفيها يدرس الطلاب على أيدي أساتذتهم من الكهنة، التشريح ووظائف الأعضاء وتشخيص الأمراض وعلاجها، إضافة إلى علوم الحياة والكيمياء، وأصول التحنيط.
وبحكم التحنيط الذي برعوا فيه، تهيأت لهم أحسن الفرص للدارسات السابقة، حيث يتطلب منهم فتح جثث الإنسان والحيوان، واستخراج أحشائها للإعداد للتحنيط، وكان هؤلاء الكهنة الأطباء يمارسون التحنيط، ورعاية الحيوانات التي يقدسونها أو تُسمن وتُعد للذبح، والكشف على لحومها قبل تقديمها إما كقرابين لآلهتهم، أو كغذاء للاستهلاك الآدمي.
وأشارت النقابة، إلى أن رعاية الحيوان، ازدهرت في مصر القديمة فزادت الثروة الحيوانية لدي الفلاحين وملاك الأرض الذين امتلكوا قطعانًا كبيرة من الماشية والغنم والماعز والغزلان، وأولوا الخيل والحمير، عناية كبيرة، وكانوا يقيمون لها المظلات في المراعي لتجد في ظلها الراحة والهدوء، فيما يجلس الرعاة في ظلال الأشجار الكبيرة لمراقبتها وتوفير الغذاء لها.
ووفقًا للنقابة، أدت تلك الحالة أدت إلي تنامي خبرة هذه الطبقة من الرعاة في تربية ورعاية الحيوانات والعناية بالحوامل منها وتوليدها وإرضاع عجولها وحلبها وعلاج المريض منها وعزلة لملاحظته، كما كانوا يخصصون لرعاية الحيوانات المريضة ذوى الخبرة والدراية بالعلاج والطبيب، منهم كما ذكر العالم الإنجليزي (ولكنسون) في كتابة عام 1878.
وذكرت أن التاريخ سجل للرحالة "خوف حر" في عهد الأسرة السادسة، منذ 2350 سنة قبل الميلاد برحلته المشهورة إلي أعالي بلاد النوبة للبحث عن البخور والعاج والتي استخدم فيها 300 حمار كوسيلة للنقل والمواصلات خارج البلاد في ذلك الزمان، عاد بها محملة بالنفائس، ما يعكس قدرة المصريين القدماء وخبرتهم في رعاية الحيوان.
وأوضحت أن عالم الآثار "فلندرس بتري"، اكتشف عام 1889، بردية في الطب البيطري، يرجع تاريخها إلي 2000 سنة قبل الميلاد في عهد الأسرة الثانية عشر، بناحية اللاهون بمحافظة الفيوم، وتشير هذه البردية إلي علاج ثورين مصابين بسيلان الدموع من العينين مع الكآبة والحزن، كما تشير إلى علاج كلب مصاب بطفيليات داخلية.
تعليقات الفيسبوك