الخامس من ديسمبر، هو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة في كل عام منذ 1985، للاحتفال باليوم العالمي للتطوع، بهدف شكر المتطوعين على مجهوداتهم، وأيضا زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع، كما أنه فرصة فريدة للمتطوعين والمنظمات للاحتفال بجهودهم، وتقاسم قيمهم، وتعزيز عملهم فيما بين مجتمعاتهم المحلية، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والسلطات الحكومية، والقطاع الخاص.
وإلى جانب تعبئة آلاف المتطوعين كل عام، يسهم برنامج متطوعي الأمم المتحدة، في تحقيق السلام والتنمية عن طريق الدعوة إلى الاعتراف بالمتطوعين والعمل مع الشركاء لإدماج العمل التطوعي في البرمجة الإنمائية.
أستاذة علم نفس تربوي: يجب زراعته بالأطفال منذ سن صغيرة.. والتطوع يبدأ من المشاركة
ويعتبر ذلك اليوم فرصة مميزة لتعزيز قيم التطوع لدى الشباب، حيث أكدت الدكتورة مايسة أبو الفضل، أستاذ علم النفس التربوي، أن التطوع أمر بالغ الأهمية يجب زرعه داخل الأطفال منذ سن مبكرة، تيمنا لمقولة "من شب على شئ شاب عليه".
وأضافت "أبو الفضل"، لـ"الوطن"، أن التطوع يولد من فكرة المشاركة، التي يجب زرعها داخل الأطفال، كون الإنسان بفطرته محب للتملك، كغيرها من الصفات الفطرية التي يجب تهذيبها منذ الصغر من خلال التربية الجيدة والسليمة.
يولد العطاء من داخل المشاركة الوجدانية وتقاسم المشاعر الإيجابية بين الأطفال كالطعام واللعب والسعادة والحب، لذلك طالبت الدكتورة مايسة أبو الفضل، بضرورة تجنب الأسر التعامل مع الأطفال من خلال المقارنة مع الآخرين والتميز السلبي مثل كلمة "عايزاك أحسن واحد"، فضلا عن تجنب وجود مقابل مادي للنجاح والخدمات المطلوبة منهم.
كما دعت "أبو الفضل" لإعادة تطبيق الخدمات التطوعية بالدراسة، حيث يشترط بالخارج وجود ذلك الأمر لدى الطلاب المتقدمين للجامعات والذي يتم تقييمه وتحديد إلتحاقه بالجامعة من دونه عبر "التطوع"، وهو ما يزرع المساندة والتكافل بين الأطفال وهو أحد الأخلاق الإسلامية الهامة.
خبيرة تربوية: على الأسرة والمدرسة دور في تعزيز التطوع بين الأطفال
وشاركتها في الرأي نفسه، الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبير التربوي، بأن التطوع يعتبر واحدا من أسمى الصفات لدى الإنسان، والتي يجب زرعها بداخله منذ سن صغيرة، وللأسرة والمدرسة دور هام بها.
يبدأ الأمر من الأسرة، التي يقع على عاتقها مهمة تعزيز احترام الآخر وحب المجتمع، وفقا لـ"عبدالرؤوف"، موضحة أنه يجب على الأهل سواء الأب أو الأم أو الأشقاء الأكبر سنا، بث تلك القيم داخل الأطفال من خلال اصطحابهم بالأعمال الخيرية ومساعدة كبار السن والمحتاجين، ثم الانتقال معهم لدعمهم بتنفيذ تلك الأعمال التطوعية.
كما أنه على المدرسة الابتدائية دور آخر، حيث تقول الخبيرة التربوية، إنه على المدارس تخصيص يوم دراسي يتطوع فيه الأطفال للمساعدة بأحد الأعمال الخيرية، مثل دور الأيتام والمسنين والمستشفيات، لتنفيذ أعمال تطوعية، حتى يولد داخلهم حب التطوع منذ الصغر.
تعليقات الفيسبوك